قال محمد بن عيسى ، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، إن الدورة الثامنة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، التي افتتحت الجمعة، تنفرد عن سابقاتها بتنويعات واجتهادات يفرضها السياق العام ومواكبة المستجدات الحاصلة في عالم تتقاذفه رياح تغيير عاصفة لا تتيح دائما مجالا للرؤية الواضحة. واضاف ين عيسى، في كلمة خلال حفل افتتاح الدورة، أنه على كثرة القضايا الفكرية الساخنة التي تم التطرق إليها والإشكالات الهامة التي أثيرت بزخم من الأفكار، ضمن فعاليات المواسم السابقة، فإن النقاش الساخن وتبادل الرأي بخصوصها ، ظل متقيدا بأرقى مستويات الحوار الهاديء ، مشيرا إلى أن "التفاعل والتكامل كان سمته الأساس ، دون إقصاء أو تصنيف لموقف في خانات غير لائقة". وأوضح أن "المقاربات والتوجهات تباينت ، واختلفت الرؤى، غير أن الاستنتاجات والخواتم اتسمت بالنظرة التركيبية المتكاملة ، واستيحاء المرجعيات التأسيسية لموسم أصيلة الثقافي الدولي، كفضاء لانصهار الأفكار وتعايش الحضارات وإخصاب متبادل بين الثقافات". ورأى أن المترددين على المغرب " الجديد والمغاير" وعلى اصيلة "ألفوا ضالتهم في نقاش حر مستقل، هادف وناضج، مع الآخر دون مركبات نقص . يدور الحوار حول الانشغالات الراهنة المشتركة ، مستشرفا تحديات المستقبل الحتمية،وانعكاساتها على الجميع في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب. وأشار بن عيسى إلى أن من بين جديد هذه الدورة التي لا تختلف في جوهرها عن سابقاتها بخصوص التوجهات الحاكمة، إضافة عرض خاص للوحات ، وليس رسوم أطفال مرسم الموسم ، احتفاء وتشجيعا لإبداعاتهم ومواهبهم الواعدة ، وهي اللوحات التي "ستغني السجل التشكيلي لمدينتهم وموسمها". وذكر أمين عام منتدى أصيلة بأن الموسم "حافظ على أنبل القيم بالاعتراف بقيمة أعلام ورموز استضافتهم أصيلة طيلة مواسمها"، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه سيتم هذه السنة الاحتفاء في "خيمة الإبداع" بقامة إبداعية مغربية كبيرة متمثلة في الشاعر محمد بنيس ، وتخصيص تكريم ثلاثي الابعاد مخصص للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة تطوان. وانطلقت فعاليات الدورة 38 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، يوم أمس الجمعة، بأولى ندوات جامعة "المعتمد بن عباد الصيفية" في نسختها 31، حول موضوع "الوحدة الترابية والأمن القومي بإفريقيا"، حيث دعا المتدخلون إلى "إبداع حلول مبتكرة ومتجددة ، ومضاعفة الجهود والمقاربات الاستراتيجية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية من أجل تحقيق حلم وأمل إفريقيا الناهضة". وشدد المشاركون في هذه الندوة، في كلمات افتتاحية، على ضرورة التكتل في إطار إقليمي أو شبه إقليمي لمواجهة مخاطر النزاعات الحدودية والعرقية الطاحنة التي عرفتها وتعرفها القارة، وكذا مخاطر الإرهاب والبلقنة التي تهددتها وتتهددها. واعتبر محمد الشيخ بيد الله، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، أن أغلب المشاكل التي يتخبط فيها العالم حاليا مصدرها ثلاثة مؤتمرات عقدتها أطراف دولية استعمارية في مراحل تاريخية متفاوتة. وأوضح بيد الله، رئيس مجلس المستشارين سابقا، أن الأمر يتعلق بمؤتمر برلين (1884-1885) الذي مزق القارة السمراء واتفاقية سايكس بيكو (1916) الذي شتت منطقة الشرق العربي ومؤتمر الجزيرة الخضراء (1906) الذي قرر في مصير المغرب كمستعمرة أوروبية. وأكد أن الحلول الناجعة لمشاكل إفريقيا تكمن، بالخصوص، في تعميق الديموقراطية والتعددية الحزبية ذات المصداقية، وإيلاء اهتمام خاص للشباب والنساء والمجتمع المدني والتعليم والبنيات التحتية، وتعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية وإقامته على أساس الثقة المتبادلة في إطار احترام المصالح المشتركة. يشار إلى أن الدورة الحالية من موسم أصيلة الثقافي الدولي ستختتم يوم 28 يوليوز بحفل تكريمي لعدد من ساكنة المدينة الذين تميزوا بعطاءاتهم في شتى المجالات .