تميز اليوم الأول من موسم أصيلة الثقافي الدولي بتنظيم ندوة دولية تحت عنوان "الوحدة الترابية والأمن الوطني: أي مآل لإفريقيا"، حيث شارك في جلستها الأولى ثلة من الساسة والدبلومسايين الأفارقة منهم المستشار الملكي ووزير الخارجية المغربي السابق يوسف العمراني، ووزير الخارجية البوركينابي السابق يوسف وادراووغو، ورئيس جمعية المؤرخين الأفارقة دولاي كوناطي، وممثلة جمهورية الطوغو بالاتحاد الإفريقي سابقا فيرجينيا أموكوكو فاج، والمختص في الدراسات الاستراتيجية بالعالم العربي وآسيا المغربي مصطفى الرزرازي وأسماء أخرى من عالم السياسة والدبلوماسية بالقارة السمراء. وأجمع المتدخلون على أن إفريقيا مستهدفة في وحدة وتماسك بلدانها، حيث تعمد المؤسسات المالية الدولية والشركات متعددة الجنسية إلى تجريب وصفاتها في هذه القارة ساعية إلى استغلال خيراتها وثرواتها دونما التفات إلى ما يستتبع ذلك من سياسات تمس استقلال ووحدة كيانات بلدانها. وضرب المتدخلون أمثلة بكل من السودان، الذي تعرض للتقسيم ضدا على موقف الاتحاد الإفريقي من هذا القرار، كما توقفوا عند ما يتهدد اليوم كلا من ليبيا ومالي ونيجيريا ورواندا من سيناريوهات مماثلة، تروم بلقنة القارة الإفريقية وكبح كل رغبة لأبنائها في تنمية بلدانهم وإخراجها من وهدة التأخر، الذي تقبع فيه. وقد حدد في نهاية الجلسة الأولى من هذه الندوة، التي جعلت من راهن ومستقبل القارة السمراء أفقا للتفكير، جون وليام، مدير المركز الإفريقي بأمريكا، أربعة مداخل لوقاية وتحصين إفريقيا من مخاطر التفتيت والبلقة، أولها يكمن في تحقيق السلام والأمن، وثانيها في تعزيز الديموقراطية والاحتكام لمبدأ المشروعية، وثالثها في في نهج سياسة الاحتواء والابتعاد عن منطق الإقصاء، فيما رابع المداخل كان هو تشجيع الاستثمار وجعل التنمية الاقتصادية هدفا أول.