عيّن بوريس جونسون، رئيس بلدية لندن السابق وأبرز المطالبين بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيراً لخارجية بريطانيا، وفق ما أعلن مكتب رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، الأربعاء. وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان: "وافقت الملكة (إليزابيث الثانية) على تعيين بوريس جونسون وزيراً للخارجية". علاقته بإسرائيل ويعد جونسون من الشخصيات الأكثر جدلاً في بريطانيا، واتخذ مواقف مؤيدة لإسرائيل وعارض جميع الدعوات لمقاطعة بضائعها. وقال جونسون في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تشرين الثاني 2015، إن "حملة المقاطعة الدولية للدولة الديمقراطية الوحيدة (يقصد إسرائيل) في الشرق الأوسط فكرة غبية"، وأضاف: "ينبغي أن يكون الشخص مجنوناً حتى يشارك في مقاطعة إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تشهد تعددية وتمتاز بمجتمع مفتوح"، وفقاً لما ذكرته صحيفة القدس العربي. وعرف عن جونسون علاقته القريبة من إسرائيل منذ شبابه، إذ تطوع وشقيقه للعمل في كيبوتس بمدينة الجليل قبل 3 عقود، وفي تصريح له قال جونسون: "تطوعت بالكيبوتس من أجل الله. سنواتي فيه تركت أثرا كبيرا عليّ. أنا صهيوني متحمس وأدعم إسرائيل ومؤمن بحقها بالوجود ومنذ تطوعي بالكيبوتس كعامل غسالة لتنظيف الملابس صرت معجبا بها وما زال طعام الحمص من وقتها تحت أسناني". كره للمهاجرين وفي حزيران 2016 قالت "بي بي سي" نقلاً عن صحيفة تلغراف إن جونسون تعهد بتشديد قوانين الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحيفة إن "جونسون وغوف (من حزب المحافظين) تعهدا بفرض قوانين مشددة بخصوص المهاجرين لبريطانيا تتضمن إلزامهم بتحدث الإنكليزية وامتلاك المهارات اللازمة للحصول على عمل قبل منحهم حق دخول البلاد والإقامة فيها إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". واعتبرت "غارديان" أن ذلك الإعلان جاء بشكل مشترك من الرجلين بخصوص رؤيتهما لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي وتتضمن نظام مبني على نقاط تمنح للمتقدم للحصول على حق الإقامة في البلاد على غرار النظام المعمول به في أستراليا. "شبيه ترامب" وشبه كثيرون جونسون بأنه "ترامب بريطانيا" نظراً لتقارب موقفهما حيال الكثير من القضايا. وظهر المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب يقبّل بحميمية جونسون على جدارية ضخمة في مدينة بريستول في جنوب غرب بريطانيا قبيل الاستفتاء على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وظهر ترامب في الصورة وهو يقبل بوريس جونسون في فمه ويعانقه وهو يمسك شعره بيده. ويأتي تعيين جونسون وزيراً للخارجية بعدما تولت تيريزا ماي رئاسة الحكومة البريطانية، ووعدت بصياغة مستقبل جديد قوي للندن في العالم بينما تنطلق نحو مهمة صعبة هي الخروج ببلادها من الاتحاد الأوروبي. وتقلدت ماي (59 عاماً) المنصب بعد لقاء مع الملكة إليزابيث الثانية خرجت منه إلى بيتها الجديد في 10 داوننغ ستريت الذي غادره ديفيد كاميرون قبل ذلك بساعات. وقالت ماي: "سنرتفع إلى مستوى التحدي. بينما نترك الاتحاد الأوروبي سنصيغ دورا إيجابيا قويا لأنفسنا في العالم وسنجعل بريطانيا دولة تعمل ليس للقلة المميزة بل لكل واحد منا". وترك رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون المنصب بعد أن رفض البريطانيون محاولات بذلها لإقناعهم بالبقاء في الاتحاد الأوروبي وصوتوا بالخروج في الاستفتاء الذي عقد الشهر الماضي مقوضين الجهود الأوروبية لصياغة وحدة أكبر ومتسببين في غموض اقتصادي في الاتحاد الذي يضم 28 دولة. ردود أفعال تعيين جونسون وزيراً للخارجية أثار آراءً رافضة له بين العرب والمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما في موقفه من الرئيس السوري بشار الأسد.