مع تقدم أيام شهر رمضان الماضي بدأ المشاهدون المغاربة في اكتشاف عمل مغاير تماما يسمى "سر المرجان" على القناة الثانية "دوزيم". ينبغي هنا القول إن القناة لم تقم بدعاية مبالغ فيها للمسلسل، وفضلت أن تمطرق المشاهدين بوصلات إشهارية مكثفة لأعمال أخرى فكاهية أو في حكم الفكاهية. كما أن توقيت بث المسلسل لم يكن ملائما بالمرة لتزامنه مع صلاة التراويح، لكن "سر المرجان" استطاع أن يوصل سره يوما بعد يوم إلى الناس إلى أن أصبح مع نهاية الشهر الفضيل عملا يحرص المغاربة على مشاهدته بانتظام، بعد أن هجروا الأعمال الأخرى وقرروا أن هذا المنتوج يعد الأفضل من بين المقدم في كل تلفزيون رمضان عمل اعتمد أولا وقبل كل شيء على العمل: عمل إبداعي فعلي في الكتابة يعطي المشاهد الإحساس بأن الحلقات كتبت قبل أدائها وهذا أمر نادر في الدراما التلفزيونية المغربية. وعمل أساس في أداء الممثلين خصوصا من طرف القديرة مليكة العماري والمتألق الذي يمكن اعتباره اليوم أفضل الممثلين المغاربة أمين الناجي دون نسيان بقية المشتغلين في المسلسل وفي مقدمتهم "الغول" ديدان والمتألقتان حد التماهي مع الدور سامية أقريو ونورا الصقلي اللتان كتبتا الحلقات بالتوالي دون نسيان العملاق هشام رستم وأدائه الحاد والجاد والموزون في العمل وهو مااستطاع المخرج العوفير شوقي أن يمزج بين مختلف عناصره ليعطي عملا لايخجل الدراما المحلية بل يمكن اعتباره المنقذ لماء وجه تلفزيون رمضان وبامتياز وطبعا كانت هناك لمسة المكان ويتعلق الأمر بالمدينة المسكونة بتفاصيل روحانياتها المسماة أصيلة، بالإضافة إلى لمسة نوستالجيا اشترك فيها هذا العمل مع عمل كوميدي بث هو الآخر على دوزيم ،يتعلق الأمر بلوبيرج للمتألق ادريس الروخ حيث عمد العملان معا على التوسل في أغنية جينيريكهما بأغنيتين تراثيتين أعادتا المغاربة إلى مايملكانه من تاريخ كبير حيث غنى رضوان الأسمر بعضا من رائعة الملحون "ناكر لحسان" في "سر المرجان"، وتغنت الباذخة أسماء المنور بمقطوعة زهرة الفاسية الرائعة "هاكا آماما" في "لوبيرج"، وهو ما أثار استحسان المغاربة الذين لا يهوون انتقاد برامج رمضان بقدر ما يتمنون أن يجدوا شيئا يشكرونه على شاشة تلفزيونهم، ويباهون به بقية الأمم التلفزيونية الأخرى