سيظل الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان "رمضانيات فاس" المنظم من 17 الى 18 يونيو الجاري راسخا في ذاكرة الجمهور الذي حج بكثافة أمس السبت للاستمتاع بالأداء المتميز لعدد من الفنانين المغاربة المتألقين في الموسيقى المغربية الأصيلة. وقدم خلال هذا الحفل الفني أساتذة وأقطاب الموسيقى الأندلسية الأصيلة ألوانا من الأغاني والموسيقى التراثية والعصرية تجمع آلات العود والكمان وآلات إيقاعية أخرى ومجموعة من قصائد شعرية في مدح الله الرسول عليه السلام. وسجل المهرجان أيضا مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة لجامعة الأخوين بإفران والتي تضم مجموعة من الطلبة الشباب المبدعين الذين قدموا وصلات غنائية لقيت إعجابا كبيرا من لدن الجمهور الذي صفق بحرارة لأدائهم المتميز. وبدوره أتحف الفنان الكبير وعازف الكمان محمد بريول الجمهور بتقاسيم موسيقية جميلة عكست بجلاء تألقه وبراعته في فن الموسيقى الأندلسية وحرصه على الحفاظ على تقاليد المدرسة الكلاسيكية الفاسية. وقدم نجم هذه الأمسية الفنية ومؤسس هذا المهرجان الفتي وسفير الموسيقى العالمية العريقة الفنان مروان حجي وصلات من الإنشاد الصوفي لأشعار تتغنى بقيم المحبة والسلام وتدعو الى التعايش واحترام الآخر. واستمتع جمهور مهرجان "رمضانيات فاس" بالأداء المتميز لعدد من الفرق الموسيقية التقليدية المغربية خصوصا الإبداعات الفنية للنجم عبد الرحيم الصويري أبن مدينة الصويرة. الدورة الثانية لمهرجان "رمضانيات فاس" تحتفي بالأنماط والتعابير التراثية الموسيقية المغربية احتفت الدورة الثانية لمهرجان رمضانيات فاس (17 و 18 يونيو) بمختلف الأنماط والأولوان الموسيقية التراثية والعصرية التي شكلت على الدوام روافد أساسية في الموروث الفني المغربي في شقه الموسيقي. وتميز الحفل الافتتاحي لهذا المهرجان الذي نظمته "جمعية إخوان الفن" تحت شعار "فاس تراث متجدد" بتنظيم حفل فني ليلة الجمعة إلى السبت أحيته العديد من الأسماء الفنية التي ساهمت من خلال أعمالها الإبداعية في المحافظة على التراث الفني المغربي الأصيل وضمان استمراريته إلى جانب مجموعة من الشيوخ الكبار في التعابير الفنية التقليدية لطرب الملحون والموسيقى الصوفية والموسيقى الأندلسية. وتمكن الفنانون الذين شاركوا في هذه الأمسية الفنية سواء منهم الأساتذة والشيوخ الكبار كمحمد بريول وعبد الرحيم الصويري أو الشباب العاشق للفن التراثي المغربي كسناء مرحاتي ومروان حجي من أخذ الجمهور الكبير الذي تتبع هذا العرض في سفر روحي لتذوق مختلف الأنماط والألوان التعبيرية للموسيقى التراثية المغربية. وقدم الفنانون خلال هذا الحفل لوحات فنية تمتح من الموروث الموسيقي المغربي زاوجت بين الطرب الأصيل حيث إيقاعات موسيقى الآلة وطرب الملحون وبين المواويل والموشحات التي تتغنى بالطبيعة وكذا الترانيم الصوفية والأذكار التي تمجد وتمدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. كما استمتع الجمهور بالألوان الموسيقية والمقاطع الغنائية التي تفنن كل من عبد الرحيم الصويري ومروان حجي في أدائها ساعدهما على ذلك تمكنهما من ضبط الإيقاعات والمواويل المرافقة وإبداعهما في الإنشاد الصوفي لأشعار تتغنى بقيم المحبة والسلام وتدعو إلى التعايش واحترام الآخر. كما استطاعت الفنانة سناء مرحاتي أن تشد انتباه الجمهور عبر أدائها لوصلات غنائية ومقطوعات شعرية من الإنشاد الصوفي المغربي كما أبدعه قبل عقود فنانون كبار حافظوا على هذه التعابير الفنية التي تعكس غنى وتنوع الموروث الثقافي والفني المغربي. وحسب " جمعية إخوان الفن " فإن هذا المهرجان الذي بدأ يترسخ كموعد للاحتفاء بالتراث الموسيقي المغربي بمختلف تمظهراته وتجلياته الفنية يروم بالأساس التعريف بالموروث الصوفي المغربي والمبدعين الذين قعدوا له وحافظوا على أصالته وبالتالي ضمنوا استمراريته وذلك من أجل إعادة التوهج لهذا التراث وتثمينه إلى جانب تفعيل الحركية الثقافية وتنشيط الساحة الفنية والموسيقية بالعاصمة الروحية والعلمية للمملكة. وعرفت ليالي المهرجان مشاركة العديد من الفرق الموسيقية والفنية التي قدمت لوحات فنية تراثية استعادت زخم التعابير الفنية لمجموعات حمادشة وكناوة وعيساوة وغيرها من الفرق التراثية بالإضافة إلى مشاركة فرق من المجموعات الموسيقية التي تحتفي بفن الفلامينكو وغيره من الفنون التعبيرية الأخرى.