نفى «الشيخ حسن» المعروف ب«إسباني غوانتانامو»، أية علاقة له بما يسمى «جيش الأندلس» المفكك في يونيو 2014. وأكد أنه لا يمكن أن يكون أمير هاته الجماعة، بسبب اتهامه بكونه عميل مندس لفائدة المخابرات الإسبانية والمغربية، منذ إطلاق سراحه من سجن غوانتانامو عام 2006. لحسن القصرين، أحد أشهر المقاتلين الإسبان بأفغانستان، الذي انتمى مبكرا للقاعدة وتم اعتقاله سنة 2002 من طرف القوات الأمريكية، حيث قضى مدة تقارب أربع سنوات بمعتقل غوانتانامو في الفترة بين 2002 و2005، قبل أن يتم تسليمه بشكل رسمي لإسبانيا في 2006، وليقيم بالعاصمة مدريد منذ ذلك التاريخ، وحتى اعتقاله في يونيو 2014، بعد اتهامه بالانتماء لكتيبة الأندلس. ولم يقف الاتهام عند اعتباره عضوا عاديا في الكتيبة المحسوبة على تنظيم داعش، بل اعتبر صك الاتهام الموجه له بكونه هو «الأمير»، وهو من كان يقوم بعمليات استقطاب لمقاتلين ومجندين لفائدة داعش ولفائدة التتنظيم المحلي «كتيبة الأندلس» التي كانت تسعى وفق تحريات وتحقيقات المصالح المختصة، للقيام بعمليات إرهابية بالعاصمة مدريد ومدن إسبانية أخرى. الشيخ حسن كما يلقب بمدريد، وبالضبط بالمسجد الذي كان يؤم المصلين به ويخطب فيهم، مغربي من مواليد إسبانيا، وحاصل على جنسيتها منذ سنوات، يعتبر من أوائل المقاتلين الإسبان الذين التحقوا بالقاعدة، حتى أنه أصبح يوصف أو يلقب ب«إسباني غوانتانامو»، يقف منذ يوم الإثنين المنصرم، برفقة مجموعة من المعتقلين برفقته، أمام المحكمة الوطنية بالعاصمة مدريد، بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي. القصرين حسن، فاجأ المحكمة في رده على التهم الموجهة له، والتي قد يواجه بها عقوبة حبسية تصل إلى 11 سنة ونصف، وفق ما طالبت به النيابة العامة، فاجأ الجميع وهو يؤكد براءته من التهمة الموجهة له، ويعلن أنه منذ سنوات يعيش وضعا نفسيا صعبا بين أفراد المجموعة المسلمة بمدريد، والتي تعتبره عميلا مندسا لفائدة المخابرات المغربية والإسبانية، وبالتالي يصعب عليه تشكيل أي تنظيم أو حتى الانتماء له. وأضاف الشيخ حسن أنه يعرف المجموعة المعتقلة معه، لكونهم كانوا يصلون معه في نفس المسجد الذي يصلي فيه هو «م.30»، وأنه كان دائما يواجه بأسئلة ماكرة لبعض المواطنين، كيف تمكن من الخروج من غوانتانامو، في إشارة ضمنية منهم لكونه «باع» إخوانه، وأنه قبل بالصفقة التي تتم غالبا مع بعض المعتقلين، الذين يتم تجنيدهم ليصبحوا عملاء وفق تصريحات القصرين للمحكمة. ولم تقف مفاجآت الشيخ حسن، عند حدود ما قاله، بل كشف أمام المحكمة بكونه كان ضحية اعتقال وتعذيب من طرف القوات الأمريكية، وأنه لم يكن ينتمي لتنظيم القاعدة، وأنه كان يشتغل فقط كجزار بأفغانستان، وأنه يدين كل العمليات الإرهابية ويدين الإرهاب مهما كان مصدره والجهة التي تقوم به. على غرار ماجاء به لحسن القصرين، لم تختلف تصريحات باقي الموقوفين عنه، بحيث أنكروا بدورهم أية علاقة لهم بالتنظيم الإرهابي «كتيبة الأندلس»، على رأسهم الأرجنتيني سيزار راوول، والبلغاري دينيز إبراهام الذين أسلما، إضافة للمغاربة نبيل بنعسو، محمد بويخلف، محمد خلوق، عبد السلام الحدوثي، ولاء الشركي ويونس زايا. وصرح المعنيون أن لقاءهم في ضيعة بضواحي أفيلا، لم يكن الهدف منه العمل على استقطاب مقاتلين ولا مناصرين للتنظيم الإرهابي، بل كان بهدف القيام بأعمال صيانة فقط. وكشف المغربي ابن عسو، عن كونه كان يستعد فعلا للتوجه لسوريا، لكن ليس كمقاتل في صفوف داعش، بل للمشاركة في العمليات الإنسانية، بحكم أنه ناشط حقوقي بإسبانيا. مقابل ذلك، تؤكد النيابة العامة وفق صكوك الاتهام ووفق ما تم تجميعه من معطيات ومعلومات، أن المتهمين السبع ينتمون فعلا لتنظيم إرهابي وكانوا يقومون بعمليات استقطاب واسعة لشبان بهدف إرسالهم للقتال في سوريا والعراق، وأن الزعيم المفترض للشبكة هو لحسن قصرين، إسباني غوانتانامو.