أجمعت مداخلات مشاركين في المائدة المستديرة المنظمة نهاية الأسبوع الماضي بالمحمدية تحت شعار «مستقبل صناعات تكرير البترول بالمغرب» ب«أن عملية خوصصة شركة سامير، كانت خطأ فادحا على كل المستويات، وأنه لم يتم تحقيق أي هدف من تفويتها، بل العكس تم إغراقها في المديونية الفظيعة والمغامرة بالمالية العمومية وأموال الأبناك المغربية». كما طالبت بضرورة فتح تحقيق نزيه في أسباب الأزمة، ومحاسبة كافة المتورطين فيها. وفي بداية أشغال اللقاء الذي قام بتسييره منسق الجبهة المحلية لمتابعة أزمة سامير ذ عبد اللطيف بلحسن وعرفت مشاركة د. محمد بنموسى د. نجيب أقصبي والبرلماني المهدي مزواري، قدم الحسين اليماني عضو الجبهة النقابية عرضا مفصلا حول المصفاة، وظروف تأسيسها ودورها في ضمان الأمن الطاقي للبلاد وتزويد السوق الوطنية بالمحروقات، مرورا بعملية الخوصصة والأسباب الحقيقية للأزمة الحالية والتي أدت إلى توقف الإنتاج بالمصفاة في غشت 2015، وصولا إلى حكم المحكمة التجارية بالبيضاء القاضي بالتصفية القضائية للشركة اعتبارا من 21 مارس 2016 والبحث في إمكانية بيعها للأغيار كوحدة إنتاج. وتناول المحاضرون موضوع الندوة من الجوانب القانونية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية، حيث شددوا على ضرورة فتح تحقيق نزيه ومستقل في أسباب الأزمة وإبلاغ الرأي العام بنتائجه وملاحقة كل المتورطين في هذه الكارثة التي ضربت مصالح المغرب والمغاربة. جانب من المداخلات، أبرز كذلك الجدوى الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لبقاء وتطوير صناعات تكرير البترول بالمغرب، وأهمية هذه الصناعة في توفير الشغل وخلق المقاولات والتنمية المحلية والجهوية. ومن بين خلاصات المقدمة خلال اللقاء، هناك ضرورة تدخل الدولة المغربية من أجل العودة الآنية للإنتاج بالمصفاة واستخلاص الدروس والعبر مما جرى وعدم السماح بتكراره، من خلال توفير مقومات الشفافية والديمقراطية في تسيير شؤون مصفاة المحمدية، علاوة على وجوب تأميم القطاع أو رجوع الدولة لرأسمال المصفاة قصد السماح لها بممارسة الحق في المراقبة والسهر على تنفيذ السياسة الوطنية في مجال النفط خاصة والطاقة بشكل عام، ثم أهمية العمل على تقنين تزويد السوق الوطنية بالمحروقات وحماية المنتوج الوطني في الاتجاه الذي يضمن الأمن الطاقي ويحمي المستهلك من الهزات الدولية ومن الاحتكار المنظم. وللإشارة فقد عرفت الندوة المنظمة بالقاعة الكبرى لدار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي بالمحمدية، حضورا جماهيريا غفيرا من مناضلي الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والجمعيات الحقوقية والمدنية والمنابر الإعلامية، ومن المستخدمين بمصفاة المحمدية والمتقاعدين. محمد عارف