ارتفاع أثمنة اللحوم والحوت والخضر وحتى الفواكه، لم يعد وحده هم الأهالي بل انضاف لهم مشكل ارتفاع أثمنة البيض، حيث كاد ثمن البيضة والواحدة بتطوان يقفل الدرهمين، خاصة الحجم الكبير بعض الشيء، مما دفع عددا من الباعة لاعتماد البيض الصغير، الذي بلغ ثمنه 1.6 درهم وهو الذي لم يكن يتجاوز 0.70 درهم في الأيام السابقة. ارتفاع أثمنة البيض انضاف لباقي الإرتفاعات الأخرى، لكن في تطوان، لجأ بعض الباعة خاصة منهم أصحاب المحلات التجارية، للبيض المهرب من سبتةالمحتلة، فبعد أن كان البيض المغربي هو من يهرب للجانب الآخر، بحكم ارتفاع ثمنه بالثغر المحتل، غدا الأمر معكوسا هاته الأيام، ومنذ ارتفاع أثمنة البيض منذ بضعة أشهر. فالبيض في الأسواق الممتازة بسبتةالمحتلة، لا يتجاوز معدل درهم للبيضة الواحدة، وهو ما يجعله في وضع جيد، أي بثمن منخفض عن ثمن بيعه بأسواقنا. فبعد أن كان ثمن البيض في أسوء الحالات لا يصل الدرهم، لم يكن أحد يعبأ للبيض السبتي، لكنه اليوم أصبح مطلوبا وغدا واحدا من اهم ما يتم تهريبه من المدينةالمحتلة. في شهر رمضان يرتفع منسوب المواد المهربة من الثغر المحتل، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على بعض المواد، خاصة منها عصير الفواكه والمواد الأخرى الممكن اعتمادها على مائدة الإفطار، بحيث تغيرت نوعية بعض المهربات، إذ انضاف لها البيض كواحد من اهم المواد التي يتم تهريبها هاته الأيام، إلى جانب بعض أنواع الخضر والفواكه التي تعرض بالمحلات التجارية، بثمن أقل مما هو متواجد بالأسواق، بسبب تهريبها. ويتوقع أن ترتفع نسبة البيض المهرب خلال الأيام المقبلة، في ظل ترقب ارتفاع جديد لأثمنته، إذ لا ينتظر أي انخفاض في الثمن، وفق بعض المتتبعين والعارفين بشؤون البيض وغيره. كما يتوقع أن تستمر عملية تهريب بعض أنواع الفواكه، كالموز والأفوكا والتفاح ومواد أخرى، نتيجة استمرار ارتفاع أثمنتهم بالأسواق المغربية، وخاصة بتطوان والضواحي، فيما علق البعض على وجود من يهرب الأسماك الحمراء، رغم محدودية الأمر. فبعد أن كان السبتيون يخرجون لتطوان والفنيدق، لاقتناء الأسماك بأثمنة منخفضة، سيصبح العكس هو الجاري هاته الأيام، إذ أن ارتفاع أثمنته بأسواق تطوان والمنطقة ككل، هو من دفع الكثيرين للجوء لتهريبه من سبتةالمحتلة، ليس لبيعه، لكن لأكله بعد أن عجزوا على اقتنائه من الأسواق المحلية. مصطفى العباسي