خمسة أشهر فقط تفصل المغرب عن احتضان مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 22" والذي ستحتضنه مدينة مراكش مطلع شهر نونبر المقبل. قبل هذا التاريخ الذي يشكل منعطفا جديدا في مسار التغييرات المناخية التي يشهدها العالم، ولتقريب الجميع من أهداف ومغزى هذه القمة الأممية المهمة بالنسبة للمملكة، وخاصة الجسم الصحفي، استهلت وزارة البيئة ولجنة الإشراف على تنظيم "كوب 22" سلسلة لقاءاتها التي ستتواصل خلال الأشهر القادمة والتي أطلق عليها "كوب أكاديمي" بلقاء أولي مع الصحافة المغربية لتقديم الخطوط العريضة و منهجية اشتغال اللجن التي أوكلت إليها مهمة الإشراف على الإعداد لهذا الحدث العالمي الكبير. الجولة الأولى من "كوب أكاديمي"عرفت حضور كل من حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة والمبعوثة الخاصة من أجل التعبئة، إلى جانب ادريس اليزمي بصفته المسؤول عن قطب المجتمع المدني وكذا سميرة سيطايل باعتبارها المسؤولة عن قطب التواصل إلى جانب يوسف ججيلي. وفي تدخل لها، ذكرت حكيمة الحيطي بالمسار الذي قطعه مسلسل التفاوض حول مشروع اتفاق باريس والذي قدم للبلدان المشاركة في مؤتمر التغيرات المناخية وكذا مساهمة المملكة المغربية في الخروج بنص متوازن وضع العنصر البشري و التنمية المستدامة في قلب اهتمامات المجتمع الدولي. الحيطي اعتبرت أن نجاح قمة باريس، جاء بعد تنازل الدول الغنية و قبولها بالمساهمة في ميزانية الدول الفقيرة و النامية، خاصة في القارة الإفريقية، وذلك لتخفيف ضغط الانبعاثات و تكييف آلياتها وبنياتها من خلال تمويل مشاريع ومحطات الإنذار المبكر بهذه الدول. الحيطي شددت على أن "كوب22″ بمراكش تعتبر فرصة ذهبية للمملكة من أجل إنجاح وتنفيذ اتفاق باريس، مضيفة أن المغرب يضع التغيرات المناخية و"كوب 22" ضمن أولوياته كخارطة طريق خلال الفترة مابين 2016 و 2020. و أوضحت الحيطي أن المغرب تعتبر رائدا نهج منذ ستينيات القرن الماضي سياسة عمومية وضعت التقلبات والتغيرات المناخية في قلب انشغالاته. كما لم يفتها التذكير بأن معضلة المناخ وتغيراته أصبحت تشكل عنصرا مهما في كل المساطر و المشاريع و القرارات التي تتخذ في جميع القطاعات الوزارية. من جانبه، أكد ادريس اليزمي أن دور المجتمع المدني مهم في توجيه دفة النقاش والوعي بالتغيرات المناخية، مبرزا على أن المغرب ينتظره عمل كبير خلال الفترة المقبلة.و اعتبر اليزمي أن الرئاسة المغربية لقمة الأطراف، رئاسة صاعدة، في انتظار أن يتسلم الرئاسة الفعلية لمدة سنة كاملة بدء من 7 نونبر 2016 وحتى نونبر 2017. وأشار اليزمي إلى أن القطب الذي يترأسه في إطار لجنة الإشراف على الإعداد ل"كوب 22″، التي يتوقع أن تستقبل ما بين 20 ألف و25 ألف مشارك، تضع نصب عينها مجموعة من الإجراءات ستعمل على تفعيلها منها تقوية الوعي في المجتمع المغربي بالتغيرات المناخية، و تقوية المجتمع المدني المغربي وتقوية تموقعه الدولي، و توعية الشباب وتعبئته، وجعل النساء في قلب الحدث من خلال اعتماد سياسة النوع والمناخ، و أيضا العمل جنبا إلى جنب مع الجماعات الترابية بشكل تشاركي..