انطلقت عملية تصحيح اختبارات الدورة الأولى لامتحانات الباكالوريا تحت وقع التعثرات، إذ سجلت العملية وحسب مصادر مطلعة في كل من جهة الدارالبيضاء ومراكش، عدم توفر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في بعض مراكز التصحيح على موضوع الامتحان أو عناصر الإجابة أو سلم التنقيط في بعض المواد، أو هي مجتمعة في بعض المواد الأخرى، وهو ما جعل القيام بعملية التصحيح أمرا مستحيلا. تعثر خلق ارتباكا شديدا واستياء في صفوف المصححين الذين لوحوا بمقاطعة العملية. ومن أهم التعثرات التي تم تسجيلها خلال اليوم الأول والثاني من عملية التصحيح، حضور الأساتذة في بعض مراكز الامتحان، في حين غابت أوراق التحرير، أو تم توجيهها لمراكز أخرى بشكل جزئي أو كلي. وكشف المصدر ذاته، أنه تم إحضار الأغلفة التي تتضمن أوراق تحرير التلاميذ بعدد غير مناسب للأساتذة المكلفين بالتصحيح، إما بعدد يفوق بكثير عدد الأساتذة أو أقل منه بكثير، وأن بعض الأغلفة الخاصة بأوراق التحرير في بعض المواد لم تتضمن مجموعة من المعلومات الأساسية كرقم اللجنة، وعدد الأوراق المتضمنة في الغلاف، ومركز التصحيح، وكذا مركز المداولات، بالإضافة إلى عدم تدوين مراكز المداولات بالأغلفة المتضمنة لأوراق التحرير، وهو ما أثار تخوف الأساتذة من تجميع المداولات بالدارالبيضاء. الأمر الذي يستدعي تنقلهم إلى الدارالبيضاء، وهو ما رفضه الأساتذة المشاركون في عملية التصحيح. وفي المقابل، أكدت بعض المصادر، أن عملية التصحيح بمدينة الجديدة عرفت توقفا في العديد من المراكز لعدم توفر أوراق التصحيح بالقدر الكافي أو عدم تحديد سلم التنقيط، وعدم وصول بعض المواد. ولم يخف المصدر ذاته، قلقه من النقص الحاصل في عدد الأساتذة، مقارنة بالكم الهائل من المصححين المتوافدين على مراكز التصحيح بالجديدة، وأن بعض المواد لم تستأنف بعد عمليات التصحيح مما سيكون له تأثير على المواعيد التي حددتها الوزارة لعملية التصحيح والمداولات. وكشفت المصادر نفسها، غياب الوسائل الضرورية للقيام بعملية التصحيح، والتي لم تأخد بعين الاعتبار مشاق تنقل الأساتذة من مناطق بعيدة تصل أحيانا إلى 50 كلم عن مركز التصحيح خلال الشهر الفضيل، إذ أن بعض الأساتذة تكبدوا عناء التنقل لبعض مراكز التصحيح، دون أن يقوموا بعملية التصحيح طيلة يوم الجمعة وتكررت العملية نفسها يوم السبت 11 يونيو. وقد تمكنت الأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاءسطات وبصعوبة من توفير مواضيع الامتحان وعناصر الإجابة وسلم التنقيط بالعدد الكافي ولكل المواد. كما التزمت بتوزيع المداولات بمجموعة من المراكز خارج الدارالبيضاءسطاتالجديدة، لكن التساؤلات التي تظل مطروحة وبقوة في ظل انطلاقة متعثرة لعملية التصحيح لأسباب تنظيمية بسيطة، لم يسبق أن عرقلت انطلاق العملية، هل تم بالفعل القيام بالتصحيح التجريبي الذي ينص عليه دفتر مساطر امتحانات الباكالوريا في كل مراكز التصحيح؟ وهل تمت ملاءمة وتوحيد سلم التنقيط مع عناصر الإجابة خلال اجتماع تنسيق التصحيح؟ وهل تم الاتفاق على طريقة تنقيط الحالات الخاصة؟ تساؤلات وأخرى تظل دون جواب، وتطرح معها علامات استفهام حول عملية الرشح وجدواها. سعاد شاغل