الفنان محمد الإدريسي صاحب أغاني «عندي بدوية»، «بغيت نتزوج»، «عويشة»، «يد الله مع الجماعة»، «أنا خضار»، «مول البوسطة» و«مججوبة»، «لالة مولات الدار» وغيرها من الأغاني المتميزة التي أسس بها لنفسه شكلا جديدا في الأغنية العصرية، يعيش وضعيا صحيا حرجا بالديار الفرنسية، إذ يعاني من سرطان البروتستات، ودخل إلى مستشفى «تنون باريس 20» منذ شهر ونصف، وتأمينه الفرنسي لايسمح له سوى بتحمل مصاريف تصفية الدم «الدياليز»، دون باقي التكاليف، بعد تدهور حالته الصحية، لم يعد له من طلب سوى العودة إلى بلده، لقضاء ما تبقى من حياته وسط الأحباب والأصدقاء، وعبر لنا عن رجائه هذا في اتصال هاتفي معنا، وهو يبكي بحرقة « طلبي الوحيد أن يتدخل سيدنا الملك محمد السادس الله ينصرو لعودتي إلى المغرب ، للقاء الأخير مع الأحباب والأصدقاء وبلدي الذي في قلبي ولو أنني أعيش في فرنسا منذ أربعين عاما» يقول محمد الإدريسي. ظل طوال فترة مقامه بفرنسا خير سفير للثقافة المغربية، بل ظل حريصا أن يحمل معه تلك الثقافة إلى عديد بلدان أوربية أخرى كهولندا وبلجيكا وألمانيا.. محمد الإدريسي البالغ من العمر 82 عاما، ينتمي إلى عائلة سلاوية فنية حتى النخاع، فأختاه هما بهيجة وأمينة إدريس، وأخوه عبد الكبير الإدريسي كان عازف كونترباس بجوق مدينة طنجة، نشأ وترعره منذ سن مبكرة وسط بيئة فنية وموسيقيه، بل وسار في هذا المسار خطوة خطوة، ولم يتحول إلى الغناء، إلا بعد أن مارس العزف على العود والإيقاع في إطار جوق الاتحاد السلوي عام 1957، انتقل بعدها إلى الكورال، وكان ضمن طاقمه المصاحب للراحل معطي بلقاسم في أغانيه، وانضم بعدها إلى الجوق الجهوي بمكناس برئاسة محمد بن عبد السلام، ولم يسجل أول أغنية له والموسومة ب «نتي بدوية» إلا في بداية ستينيات القرن الماضي ، وضع عليها بصمته اللحنية الملحن المقتدر محمد بن عبد السلام ( وهو صهره) وكتب كلماتها الطاهر صباطة. ومنذ ذلك الحين توالت أعماله قبل أن يسافر إلى فرنسا عام 1972.