لازالت ساكنة قيسارية الألزاس، يعانقون التشرد والضياع وذلك منذ الجمعة 29 ماي الماضي . أتى الحريق الذي شب تلك الليلة على عدد من محلات بيع العطور والماكياج ،والتي امتدت ألسنة اللهب إلى الشقق السكنية . والتي اضطرت السكان إلى الهروب من شققها واللجوء إلى الشارع ،مخافة انهيار العمارة وأن تصل إليهم ألسنة اللهب ، دقوا أبواب مقاطعة سيدي بليوط والعمالة لإيجاد الحلول. لكن ولحد الساعة وبعد أن حل الأسبوع الماضي خبراء المختبر العمومي للتجارب والدراسات لإجراء خبرة متكاملة تشمل كل التصدعات التي أصابت الشقق نتيجة الحريق المهول ، وكذا أنظمة أنابيب مكافحة الحريق لمعايير السلامة التي تفرضها مصالح الوقاية المدنية. كما أجروا أول أمس خبرة شاملة لأعمدة الخرسانة المسلحة بكل من قيسارية ألزاس والشقق بغية تحديد مدى مطابقتها للمعايير ، وقدرتها على التحمل خاصة وأن مخاوف الساكنة تزداد بعد ظهور الشقوق بشقق الطابق الأول وبالممرات . ويبدوأن الإتجاه العام المقترح للحل هو تحميل التجار تبعات أضرار الحريق الذي تضررت منه أكثر 30 شقة تسبب اللهب في تصدعات وشروخ في الجدران ،وإفسادالقنوات المائية التي تسببت في تسرب المياه إلى الشقق ، وإتلاف أمتعتها. تسربات تهدد الممرات والبهو بالإنهيار. و قام خبراء اللجنة بمعاينة الأضرار خاصة ما يتعلق بإغلاق مصاعد الإغاثة الرابطة بين الطابق السفلي والطابق الأول ، وتحويل المرآب الخاص بالسيارات الموجودة بالطابق الأرضي لمستودعات ، وتغطية بهو الإقامة بإطار حديدي مغطى بالقصدير والبلاستيك. وفي نفس الإتجاه تعاقد تجار قيسارية الألزاس مع شركة مختصة في نقل مخلفات الحريق لإفساح المجال لخبراءالمختبر العمومي للتجارب والدراسات لإنجاز الخبرة حول الخرسانة ومدى قدرتها على التحمل . وقد وجد رجال الإطفاء صعوبة كبيرة في إخماد الحريق ، الذي لم تتم السيطرة عليه إلى فجر يوم السبت ،وذلك بسبب نذرة مصادر المياه وصعوبة منافذ الإغاثة . وكان سكان قيسارية ألزاس قد رفعوا تظلماتهم إلى كل من العامل والوالي بشأن تجاوزات تجار القيسارية ، وطالبوا برفع الحيف عنهم ، إذ أن تجار القيسارية استحوذوا على الممرات وحولوها إلي مخازن للسلع ، وكانت لجنة تقنية قد قامت بمعاينة الحالة ،وطالبت بإعادة الوضع إلى طبيعته لكن دون جدوى . وفي انتظار أن يكشف المختبر العمومي للتجارب والدراسات عن الخبرة، لازالت ساكنة إقامة ألزاس تترقب حلا جذريا ينهي مأساة أكثر من 76 أسرة ، تعيش ومع حلول رمضان مشتتة ،تبيث عند الأهل والأقارب .