كما تم تسجيله في الدورات السابقة لمهرجان موزاين بمنصة سلا، كان الجمهور السلاوي والجمهور الآتي من مدن مجاورة كالرباط القنيطرة ،تمارة ،وغيرها من المدن ،كان الكل في الموعد لمعانقة الفن المغربي الأصيل (الشعبي، الراب، العصري والكناوي، والأمازيغي..).. فكان لكل لون عشاقه من مختلف الأعمار.. التي لاتخلف الموعد.. فعلى مدى أيام المهرجان يتحول شاطئ سلا إلى قبلة لآلاف من المواطنين والمواطنات ،بحثا عن لحظات للفرح بمنصة سلا التي لها سحر خاص، وهي تأخذ مكانها فوق رمال الشاطئ وأمام مياهه المنسابة ،التي تضفي عليها نغمات ودندنات الموسيقى والإيقاعات المختلفة جمالية أكبر… وكما العادة تسجل الأرقام القياسية في حضور الجمهور، مع الأسماء الفنية المغربية المشهورة، أو تلك التي سطع نجمها وبدأت تشق مشوارها الفني، وهكذا كان الحال مع الداودي، مع المرحوم غينيا، طهور، نجوم بوركون، الميلودي، وفكري، ومسلم وآشكاين وهوبا سبيريت، فريد غنام، لامين، خولة مجاهد، موسكير، مجموعة الفناير، مجموعة السهام، خنساء باطما، أوم، والعديد من الأسماء الفنية الشابة الصاعدة أو المشهورة.. ولم تختلف النسخة الحالية من المهرجان بمنصة سلا على ما ذكرناه سابقا، فإذا كانت إنطلاقة الدورة 15 مع فنانين مغاربة أمثال حاتم إيدار ومحمد رضا وزينب أسامة قد عرفت حضورا لابأس به من المتفرجين إلا أن الفقرات الفنية اللاحقة شهدت تزايدا ملحوظا في نسبة المشاهدة وتجاوب الجمهور التلقائي مع فنانيه المحببين له.. إذ ارتفع حضور الجمهور مع أحوزار، غاني، هوبا هوبا سبيريت، مسلم، الدوزي، ونجاةاعتابو، لتكون القمة مع الفن الشعبي، بتوقيع من الستاتي، حجيب، والعامري..
وفي هذا السياق، كان متوقعا أن برمجة أسماء فنية بارزة في الفن الشعبي ستلهب منصة سلا ليلة الأربعاء الماضي.. حيث تقاطرت على شاطىء سلا جحافل وأمواج بشرية كبيرة جدا قدرتها مصادر رسمية في حوالي 250 ألف متفرج -ة-.. ملأت عن آخره، الساحات أمام المنصة وبجنباتها إلى القرب من مياه الشاطئ، وهو ما شكل تحديا جديا لعناصر الأمن والقوات المساعدة.
حيث تفاعل الجمهور الذي كان في غالبه من الشباب من الجنسين بشكل كامل مع الأغاني الشعبية المعروفة لكل من الفنانين العامري، حجيب والستاتي ..
الكل تجاوب مع الإيقاعات الموسيقية الشعبية ، التي سحرت المتفرجين/ات والتي سرت في آذانهم آخذة إياهم في طقوس من الرقص والجذبة، التي بلغت ذروتها مع أغاني مثيل ‘الفيزا والباسبور' و'العلوة'.. بأداء الستاتي الذي يعتبر بدون منازع –مايسترو الكمانجا- التي يطوعها بأنامله.. الأمن ينجح في امتحان سهرة الفن الشعبي بمنصة سلا.. من حفل الإفتتاحإلى الإختتام،يرفع المهرجان من حالة الإستنفار في صفوف قوات الأمن، القوات المساعدة، وأفراد الوقاية المدنية، التي سجلت تزايدا في عددها، سواء قرب المنصة، أو في محيطها وفي نقطة الدخول.. كما حظيت الطرق المؤدية للمنصة بالتهيئة وإضاءتها بشكل جيد أفضل بكثير مما كان عليه الحال في السنوات السابقة.. وعلى المستوى الأمني، استطاعت السلطات الأمنية والمحلية (أفراد القوات المساعدة والأمن والشرطة القضائية والإستعلامات)، من خلال خطة انتشار عناصرها وتموقعهم، أن تؤمن كل الطرق المؤدية للحفل ولمحيط المنصة والمساحات المجاورة.. حيث لم تسجل أية حوادث مثيرة ماعدى بعض الحالات العرضية..
ويمكن القول من خلال جولات "الأحداث المغربية" بمكان الحفل والتي لم تكن في كثير من الأحيان سهلة بالنظر لحشود الحاضرين ومن خلال معاينة لأجواء السهرات -خصوصا سهرة الفن الشعبي- ،(يمكن القول) ان الأمور كانت تحت السيطرة رغم حدوث تدافعات قرب المنصة.. فيما تم رصد بعض الحالات العرضية مثل حصول إغماءات حظيت بتدخل الوقاية المدنية، أوتجاوز اللياقة والإزعاج في طريقة بعض المتفرجين أثناء الرقص، و حدوث مشاجرات بين قاصرين، يتم التعامل معها بتدابير التحقق من الهوية، فيما حالات السكر توضع تحت الحراسة النظرية في انتظار عرضها على النيابة العامة.. ولاينتهي العمل الأمني عند هذا الحد بل يمتد إلى تأمين رجوع حشود المتفرجين –تندس بينهم قلة منحرفة أحيانا-، حتى يأخذ مجراه السليم.. وهي عودة لاتخلو من مناوشاة بعض المجموعات –شبيهة بعناصر الإلترات بشعاراتها وهتافها- والتي يتم التعامل معها ومواكبتها باحترافية و بنجاح من قبل الصقور، والدوريات الأمنية..