اضاف الفرنسي زين الدين زيدان اسمه الى لائحة المتوجين بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بعد قيادته فريقه ريال مدريد الاسباني الى لقب نسخة 2015-2016 بفوزه على مواطنه اتلتيكو مدريد 5-3 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1) أمس السبت في المباراة النهائية على ملعب سان سيرو في ميلانو. وبات زيدان سابع شخص يحقق هذا الانجاز بعد الاسباني ميغيل مونوز لاعبا في صفوف ريال مدريد عامي 1956 و1957 ومدربا للفريق الملكي عامي 1960 و1966، والايطالي جوفاني تراباتوني لاعبا في صفوف ميلان عام 1963 و1969 ومدربا ليوفنتوس عام 1985، والهولندي يوهان كرويف لاعبا في صفوف اياكس ثلاث مرات اعوام 1971 و72 و73 ومدربا لبرشلونة عام 1992، والايطالي كارلو انشيلوتي لاعبا في صفوف ميلان عامي 1989 و1990 ثم مدربا لميلان عامي 2003 و2007 ومدربا لريال مدريد ايضا عام 2014، والهولندي فرانك رايكارد لاعبا في صفوف ميلان عامي 1989 و1990 واياكس عام 1985 ومدربا لبرشلونة عام 2006، واخيرا الاسباني بيب غوارديولا لاعبا في صفوف برشلونة عام 1992 ومدربا للفريق الكاتالوني عامي 2009 و2011. وكان زيزو توج بطلا لدوري ابطال اوروبا لاعبا في صفوف ريال مدريد بالذات عام 2002 في مباراة سجل فيها هدفا رائعا حسم اللقب في مصلحة فريقه ضد باير ليفركوزن 2-1. وللمفارقة ان زيدان رسخ اقدامه في منصب لم يمض على تسلمه اكثر من خمسة اشهر، علما بانه لم يحظ بثقة الادارة في الصيف الماضي ليتولى الادارة الفنية للفريق منذ مستهل الموسم. غير ان مقربين من نجم منتخب فرنسا السابق، اكدوا انه اكتسب حجما مختلفا، لا سيما بعد الدور نصف النهائي من المسابقة الاوروبية، مبرهنا انه "مدرب حقيقي"، ومثبتا نضوجه التصاعدي منذ ان اعتزل لاعبا قبل 10 اعوام عقب نهائي مونديال المانيا (9 يوليو 2006)، علما بانه اختتم مسيرته المظفرة بنطحه الايطالي ماركو ماتيراتزي، وخروجه مطرودا. حملت الاشهر الخمسة للطرفين نتائج جيدة، وسجل الفريق خلالها نسبة انتصارات مرتفعة، وانهى موسمه بالمركز الثاني في الدوري بفارق نقطة عن برشلونة (90 نقطة في مقابل 91). وكشف محيط "زيزو" انه بداية تردد ان يخلف الاسباني رافاييل بينيتيز، كما تطلب اقتناع بعض الاعضاء في ادارة ريال بشخصه وقتا، على رغم الاقتناع انه مشروع مدرب للمستقبل. لذا، بقي الشك في الرهان الحالي عليه من منطلق المعادلة "ليس كل لاعب ناجح مدربا ناجحا". وعموما، لم يظهر زيدان يوما انه يفضل السلطة، بل ان يلعب الدور المؤثر. طباع لازمته منذ ان كان في صفوف "منتخب الديوك"، فحين اراد المدرب جاك سانتيني ان يعهد اليه بشارة القائد، فضل ان تمنح لمارسيل ديسايي من منطلق الاقدمية. خلال الصيف المنصرم، نصح بعضهم رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بان يبحث عن مدرب من ذوي خبرة. وعهدت الادارة الى زيدان دور "الرجل الثاني" في ظل بينيتيز وتحديدا الاشراف على الفريق الرديف في النادي. غير ان مسيرة بينيتيز مع الفريق الملكي توقفت باكرا. وكان الخيار بزج ابن ال43 سنة في "معمودية النار"، والرهان على شخصيته وخياراته التكتيكية. ومنذ اليوم الاول، سعى صانع العاب منتخب فرنسا السابق الى فرض توازن في تحركات الفريق، واوكل الى المهاجمين مهمات دفاعية على سبيل المؤازرة، فكان التأهل الى نهائي دور الابطال للمرة ال14، على حساب مانشستر سيتي، من خلال ايلاء هذه الناحية اهمية قصوى. كما ان من فصول هذه "المعمودية" وحسن خياراتها، الفوز على برشلونة (2-1) في "الكلاسيكو" ضمن الاسبوع ال30 من ال"ليغا" (2 ابريل الماضي)، ويومها كان ريال على بعد 13 نقطة من برسا. ينسج زيدان علاقة صريحة مع لاعبيه قوامها التواصل السلس والمباشر. وخلال حوارته معهم، يتجنب التفاصيل حتى في ما يتعلق بشؤون الكرة، مصوبا البوصلة دائما نحو التطلعات والاهداف الجماعية، حتى انه حاصر "الانا" والاعتداد بالنفس اللتين يشتهر بهما نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو. ويتفق افراد الفريق على ان مدربهم شخص متواضع يتقن الاصغاء، ما يسهل الامور ويذلل عقبات بحجم جبال. ويجاهر رونالدو بمؤازرته متمنيا بان تبقى القيادة معقودة له. ويثني البرازيلي مارسيلو على تصرفاته التي تتصف بالوضوح، ويضيف: "نحن مخلصون له لانه يمقت المواربة". وعزز زيدان بتتويجه بالنهائي الاوروبي امام اتلتيكو مدريد (الطرف الذي واجهه زيزو كمساعد لانشيلوتي في المسابقة ذاتها قبل موسمين) اسطورته داخل النادي الملكي.