يتحول الباحث عن علاقات جنسية في العالم الافتراضي إلى مدمن عليه، حيث يحرم الشخص المدمن من الحصول على المتعة الجنسية في الحياة الطبيعية، وتنحصر متعته على العالم الافتراضي، الشيء الذي يجعله أكثر عزلة عن محيطه الاجتماعي، ويفقده القدرة على ربط علاقة طبيعية مع الآخر. في الحوار التالي تحاول الطبيبة الاختصاصية في علم النفس والجنس أمل شباش توضيح الأسباب التي تدفع الناس إلى الإدمان على الجنس الافتراضي وانعكاساته على نفسية المدمن وشخصيته. ما هي الأسباب التي تدفع الناس إلى البحث عن الجنس في الأنترنت؟ أول الأسباب التي تدفع الناس إلى البحث عن الجنس في الأنترنت هي السهولة في الحصول على المتعة، والتعارف على أشخاص آخرين تكون لديهم الرغبة في مشاركته الجنس الافتراضي، ثم تأكد الشخص من أنه لن يضطر للكشف عن هويته الحقيقية، ثم عامل الاختيار والتنوع الذي يكون متاحا أمام الباحث عن المتعة، هذا من جهة أما من جهة أخرى فالعادات والتقاليد التي مازالت تحكم المجتمع المغربي، والتي تعتبر الجنس من الطابوهات وتضعه في خانة «الحشومة» ، في حين أن الجنس يعتبر غريزة طبيعية. بالإضافة إلى غياب الثقة في النفس، وعدم التجرؤ على ربط علاقات طبيعية، كل هذه العوامل تعمل على زعزعة التوازن النفسي في شخصية الإنسان. ما هي انعكاسات الإدمان على الجنس الافتراضي على شخصية الشخص ونفسيته؟ هذا الإدمان على الجنس الافتراضي ينتج عنه الكثير من المشاكل النفسية التي تنعكس على شخصية المدمن لأن هذا الجنس الافتراضي غير طبيعي ويعلم الشخص العزلة عن محيطه الاجتماعي، ويصبح منطويا على نفسه، ويفقد الثقة في النفس لأنه يجهل لبنات وقواعد تأسيس علاقة طبيعية مع الآخر لأنه يكتفي بعالمه الخاص ولا يبذل مجهودا من أجل تأسيس علاقة مع الطرف الآخر، ومن تم الإدمان على العادة السرية التي تكون ضارة على جميع المستويات النفسية والجسدية وحتى على مستوى العلاقات مع الطرف الآخر خاصة إذا تعلق الأمر بزوجته، فمن خلال تجربتي داخل العيادة تمر علي حالات كثيرة لرجال يعانون من هذه المشاكل، ومن كثرة تعاطيهم للجنس الافتراضي يصبحون عاجزين عن ممارسة حياتهم الجنسية بشكل طبيعي رفقة زوجاتهم، مما يخلق الكثير من المشاكل كالخيانة والشك بين الزوجين.ولا يبقى الأمر محصورا في الأنترنت لأنه قد يتجاوز ذلك في الكثير من الحالات التي يتم فيا اللقاء بشكل مباشر، ويصبح استعمال الآخر في الجنس على مستوى الجسد فقط لعدم وجود علاقة متوازنة تتضمن الأحاسيس والاحترام والحب. هل المدمن على الجنس الافتراضي يحتاج لمواكبة نفسية؟ من الضروري أن يلجأ المدمن على الجنس الافتراضي لمساعدة طبيب نفسي من أجل مواكبته ومساعدته على تخطي ما يعاني منه خاصة إذا أصبح فاقدا القدرة على التوقف بمفرده، لأن الشخص المدمن على الجنس الافتراضي يعاني من فراغ مرضي يحاول ملأه بهذه الطريقة المرضية، مما يعنى أنه يحتاج لطبيب اختصاصي يساعده على الابتعاد عن الجنس الافتراضي والعودة لحياته الطبيعية، وذلك من خلال معرفة الأسباب التي دفعته للإدمان على الجنس الافتراضي والذي قد يكون بسبب انعدام الثقة في النفس أو عدم الرضى على النفس، أو بسبب وجود مشاكل جنسية تجعله يخاف من التواصل مع الآخر وربط علاقة معه، وبمعرفة الأسباب يمكن إيجاد المواكبة والعلاج الصروري لإعادته إلى حياته الجنسية الطبيعية. هل يمكن للجنس الافتراضي أن يعوض الجنس الطبيعي؟ من المستحيل أن يحل الجنس الافتراضي محل الجنس الطبيعي، لأن العلاقة الجنسية ينظر إليها على ثلاث مستويات مستوى الأحاسيس، ومستوى التواصل والحوار ثم العلاقة الجدية التي يعبر فيها الإنسان عن الحب والرغبة الجنسية الطبيعية التي يتم فيها الاتصال الجنسي، وفي العالم الافتراضي لا يوجد المستويين الأولين يصبح الطرفان معا بمثابة شيء وهنا تكمن المصيبة الكبرى. حاورتها مجيدة أبوالخيرات اختصاصية في علم النفس والجنس