شرارة الاقتتال تنتقل من سوريا إلى بروكسيل . ذلك ما كشف عنه التحقيق في حادث مسجد «الرضا» بحي أندرلخت الشعبي بالعاصمة البلجيكية، الذي أودى بحياة مغربي شيعي إمام أحد المساجد الشيعية الأربعة في المنطقة، حيث إن غالبية المسلمين من أصل تركي أو مغربي أوإيراني أوعراقي أوسوري، حيث يتعايش السنة والشيعة بسلام.. يوم الإثنين المنصرم، ولحظات بعد صلاة العشاء، كسر متعصب سوري زجاج نافذة المسجد، وتسلح بفأس وسكين، وحمل حقيبة ظهر، ثم سكب محروقات في أماكن عدة وأضرم النار، حينها لم يكن بالداخل سوى الشيخ إمام المسجد، الذي ينحدر من مدينة طنجة، ويعد واحدا من أشهر الشيعيين المغاربة في بلجيكا وأوروبا . اشتعلت النيران داخل المقصورة، ولفظ الشيخ المغربي عبد الله الدهدوه (46 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال، أنفاسه اختناقا من الدخان، بينما أصيب رجلان آخران بجروح. شاءت الأقدار أن يتواجد بالمكان شهود عيان، ألقوا القبض على الشاب المعتدي، وألقوا القبض عليه. لم تعلن هوية المشتبه فيه وهو رجل في الثلاثين من عمره، لأنه أعطى ثلاث هويات مختلفة وأعلن أنه مقيم بصورة غير شرعية في بلجيكا. وزيرة الداخلية البلجيكية «جويل ميلكيه» صرحت لوسائل الإعلام المحلية، أن المشتبه فيه كان «يردد شعارات حول النزاع في سوريا»، وأضافت «على الأرجح الأمر له علاقة بمشكلة بين السنة والشيعة، لكنني أظل على حذر لأن القضاء يجب أن يؤكد جملة من الأمور». بعد الحادث، سارعت رئيسة مجلس مسلمي بلجيكا «إيزابيل برايلي» وهي شيعية للقول، إن الشهادات التي جمعت في المسجد تشير الى أن العمل من فعل متطرفين سلفيين، وأشارت إلى أنها تخشى وقوع حوادث أخرى، ودعت السلطات الدينية والسياسية إلى «طمأنة النفوس» وأيضا إلى تعزيز التدابير الأمنية. حزنا على وفاة الإمام المغربي، تجمع عشرات المسلمين أول أمس الثلاثاء أمام مسجد الرضا الشيعي، وهم يبكون إمام المسجد المحبوب من طرف الجميع، والذي يقع في شارع «دكتور دي ميرمانس» على بعد بضع مئات الأمتار من محطة قطارات الجنوب في أحد الأحياء الأكثر شعبية في العاصمة البلجيكية، حيث تعيش جالية مسلمة كبيرة. في مخفر الشرطة، كانت المحققون يستمعون إلى الجاني، وقال المتحدث باسم النيابة العامة «جان مارك مييور» في تصريح صحافي، إن المشتبه فيه «أراد بفعلته إخافة الشيعة الذين يعتبرهم مسؤولين عن القمع في سوريا»، وإنه «تأثر كثيرا بصور الأحداث في سوريا وأراد القيام بشيء لإخافة أفراد هذه المجموعة (الشيعة) التي يعتبرها مسؤولة عن أعمال العنف في سوريا». إعداد: أوسي موح لحسن