يبدو أن السيبة و تحدي القوانين الوضعية، السمة و العنوان الأبرز لجل الجامعات المغربية، ولعل ما حدث بكلية العلوم بمكناس مساء الثلاثاء الأخير أسوأ مثال على سيادة منطق الجهل في فضاء العلم والمعرفة، حينما تعرضت فتاة إلى أبشع وأحقر اعتداء من قبل فصيل طلابي يساري راديكالي "البرنامج المرحلي" يحمل أفكارا تجاوزها الزمن، أخضع الفتاة المسكينة ذات 23 سنة والعاملة بمقصف الكلية كنادلة تنتمي إلى الطبقة المسحوقة من المجتمع التي طالما دافع عنها هؤلاء القاعديون حاملو الفكر الماركسي اللينيني البئيس، واستعملوها في خطبهم وخطاباتهم وثوراتهم، فقد أخضعوا المسكينة إلى مايسمى ظلما وطغيانا ب "المحاكمة الجماهيرية"، حلقوا شعرها وحاجبيها بالكامل، وصفعوها 40 صفعة، ثم قاموا بالاعتداء عليها بالسلاح الأبيض، قبل أمرها بمغادرة الكلية دون رجعة بدعوى أنها خائنة و عميلة لفصيل آخر ينتمي للحركة الثقافية الأمازيغية بذات الكلية، و أنها كانت تأخذ فيديوهات وتسلمها لهم، كما اعتدوا على أختها " 16سنة" باستخدام سيف والاستعانة بالركل والرفس والصفع، عقابا لها على محاولة مؤازرة أختها والدفاع عنها، مرسلينها إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس. سلوك بدائي حقير أثار احتجاج واستنكار باقي الطلبة خصوصا أن الفتاة بريئة من تهمة العمالة، بل السبب الرئيس لعقابها بهذا الأسلوب الحيواني يعود بالأساس إلى رفضها السماح للتيار اليساري الراديكالي بالاستفادة من الوجبات مجانا، مما أثار غضبهم ودبروا لها هذه المكيدة للتخلص منها. ويذكر أن الفتاتين تقدمتا بشكاية لدى وكيل الملك، في أفق اعتقال الجناة الذين لازالوا يتمتعون بالحرية وينتشون بجريمتهم المناقضة لفكر فلاسفتهم وشعارات رموز نضالاتهم الديكتاتوريين.