قام المغرب وجمهورية الصين بتفعيل شراكة جديدة في القطاع السياحي، من خلال التوقيع، أمس الأربعاء ببكين، على مذكرة تفاهم تهدف إلى الرفع من التدفقات السياحية من جهة، وفتح آفاق جديدة للتعاون بينهما في المجال من جهة ثانية. وأفاد بلاغ لوزراة السياحة، بأن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية الصين الشعبية السيد شي جين بينغ، تروم تعزيز التعاون السياحي الثنائي في مجالات الاستثمار والترويج وتطوير التدفقات السياحية، خاصة من خلال تبادل الخبرات في مجالات التدبير، وتنسيق الترويج والتكوين. وتتوخى هذه الاتفاقية العمل على الترويج السياحي عبر دعم السياحة الداخلية في الوجهات السياحية لكلا البلدين، والمشاركة في المعارض والملتقيات المهنية المنظمة بهما، من خلال تشجيع وكالات الأسفار ومكاتب السياحة الوطنية والشركات الوطنية العاملة في مجال النقل بالبلدين على التعاون، بهدف تعزيز وجهاتهما السياحية. وتهدف أيضا إلى تقوية الشراكات في مجال تكوين الموارد البشرية الخاصة بأنظمة التكوين بالمهن السياحية الجديدة، والمتعلقة بخصوصيات سياح البلدين، وعلى الخصوص، من خلال تنظيم ندوات لفائدة مهنيي قطاع السياحة بالمغرب يؤطرها خبراء صينيون حول "خصائص السياح الصينين". وترمي إلى إنعاش الاستثمار في المجال السياحي، عبر تبادل الخبرات، من أجل تحديد واستكشاف فرص الاستثمار، وتحفيز الاستثمارات الصينية المحتملة (تنظيم بعثات استكشافية وعروض الطريق لفائدة المستثمرين في المجال السياحي). وذكر البلاغ بأن المنتوج السياحي المغربي يتميز بتنوعه وقدرته على الاستجابة لمتطلبات السياح الصينيين، سواء شريحة السياح من الطبقة المتوسطة الراغبة في استكشاف تجارب سياحية جديدة والإطلاع على أصالة البلد المستقبل وموروثة التاريخي والثقافي، أو فئة السياح الباحثين عن الرفاهية المهتمين بالتسوق، وكذا السياح ذوي القيمة المضافة العالية من سياح الغولف وسياحة الأعمال. ووعيا بالأهمية التي تكتسيها السوق السياحية الصينية، ونظرا لاحتلالها المرتبة الأولى كبلد مصدر للسياح (98,2 مليون سائح سنة 2013)، وتبوئها الصدارة ضمن الدول الاكثر إنفاقا بالمجال على الصعيد العالمي (102 مليار دولار سنة 2012)، تهتم وزارة السياحة بإدماجها ضمن استراتيجيتها التسويقية والترويجية، بهدف استقطاب 100 ألف سائح صيني في أفق 2020. وأشار البلاغ إلى أن التدفق السياحي للمغرب من هذه السوق الآسيوية، بلغ ما يوازي 10 آلاف و515 سائحا متم سنة 2015، أي بزيادة تقدر ب 12 في المائة مقارنة مع العام 2014.