رغم الظروف الصعبة التي يعيشها المجهزون وبحارة ميناء الحسيمة، والمتمثلة في غياب معالجة بناءة لمشاكلهم، والتي أرغمتهم على هجرة ميناء الحسيمة باتجاه موانئ مغربية أخرى، بكل من طنجة والقنيطرة والعرائش، فإن بعض المراكب العاملة بقطاع صيد السردين اختارت العودة مجددا للعمل بالحسيمة، رغم الخسائر التي تتكبدها بشكل يومي نتيجة هجوم «النيكرو» على شباكها، وقلة محصول الصيد الذي يعمق بدوره أزمة القطاع الذي تسبب بشكل كبير في تراجع الرواج التجاري بهذه المدينة التي تتميز بضعف وحداتها الانتاجية وتفشي البطالة. «نيكرو البر» كما يحلو لسكان الحسيمة أن يسمونهم، أداروا ظهرهم للقطاع، ولم يفلحوا في لم خيوط جزء بسيط من المشاكل التي يغرق فيها القطاع، فوزير الفلاحة والصيد البحري ورغم هجرة آلاف البحارة، وتحول الحسيمة لمستوردة للسردين لم يكلف نفسه عناء زيارة المنطقة، والبحث مع الأطراف لمكامن الخلل التي يشكوا منها القطاع، للسعي وراء تطويقها، وظلت الحسيمة رهينة النسيان اللهم من بعض الاجتماعات التي تصدر عن غيرة تجاه الريف عموما، وأشرف عليها منتخبون وانتهت لتوصيات مستعجلة، لم تعمل وزارة الصيد على بلورتها على أرض الواقع. ورغم هذا وذاك، سجل ميناء الحسيمة، ليلة السبت 30 أبريل الجاري، أول ظهور بكمية كبيرة لمحصول سمك السردين، فقد قام مركب إخوان خالدي بتفريغ 220 صندوقا من السردين، تلاها مركب سيدي إبراهيم بتفريغ 120 صندوقا، بثمن حدد في 250 درهما للوحدة، وهو ما يعد أول ظهور لهذا المنتوج بتلك الكمية، وذلك في الوقت الذي تعرضت كل من مراكب «هشام 3 »، «فلور»، «صديق»، لهجوم الدلفين الكبير (النيكرو)، ما أدى لتمزيق شباكها لتعود خاوية الوفاض. وعلمت "الأحداث المغربية" أن ميناء الحسيمة سيسجل خلال الأيام المقبلة حلول حوالي سبعة مراكب صيد السردين تعمل بميناء الحسيمة، حيث لازالت ترابط بميناء الجبهة عائدة من موانئ أطلسية، وتعد هذه العودة حذرة حيث يهدد المجهزون بتوقيف مراكبهم في حال تجاوز مطالبهم التي أخذت طابع أزمة مستعصية. خالد الزيتوني