"عودتنا هذه الحكومة على عدم التعامل بجدية مع القضايا الاجتماعية المطروحة.. هذه الحكومة لا تلتزم بقواعد الحوار، ولا تتعاطى بإيجابية مع الملفات المطلبية للحركة النقابية". بهذه العبارات القوية اختار الميلودي موخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، صباح اليوم، توجيه سهام انتقاداته للحكومة، في الوقت الذي ظل فيه بعض الضيوف "VIP"، نبيل بن عبدالله والحسين الوردي..، يستمعون ويراقبون بكل هدوء منظر الوافدين المتدافعين، وهم يلوحون بأعلام الاتحاد، وشعارات المكاتب النقابية أمام المنصة الخشبية التي اعتلاها الأمين العام لإلقاء خطاب فاتح ماي 2016. واستعرض الميلودي موخاريق خلال حديثه أمام حشود النقابيين، تفاصيل اللقاء الأخير الذي عقد الجمعة الماضية، مع رئيس الحكومة، والذي اعتبره جاء مخيبا للأمال وعرضا هزيل جدا لا يرقى إلى تطلعات وانتظارات الطبقة العاملة، ولا يستجيب للحدود الدنيا من المطالب الاجتماعية الملحة. "شركات المناولة.. العبودية الجديدة.. الإضراب حق دستوري.. توقيف المتابعات القضائية في حق النقابيين". شعارات مختلفة، زينت شارع الجيش الملكي الذي تحول قبلة لآف العمال والعاملات المنضوين تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، ومعهم أطفالهم الصغار. الكل كان يتفاعل بشكل صاخب مع فقرات خطاب الميلودي موخاريق، حول مسؤولية الحكومة في "ضرب القدرة الشرائية، وغلاء المعيشة وعدم تحسين ظروف الدخل والأجور والإجهاز بشكل ممنهج على الحريات النقابية". من بين هؤلاء شاب مزارع ذو وجه قمحي قدر له أن يعيش، حياةً حالكة في بلدته النائية. قبل أن يجرب حظه في الحصول على فرصة شغل بأحد المناطق الصناعية بالبيضاء، لكن فرحته لم تكتمل بعدما وجد نفسه رهين ضغوط عمل لا يوفر له الضمانات القانونية والاجتماعية كعامل بسيط بوحدة صناعية عشوائية.