تألق في العديد من الأدوار السينمائية أبرزها دور البطولة في فيلم «البحر من ورائكم» لهشام العسري الذي نال عنه العديد من الجوائز والتنويهات من مهرجانات وطنية ودولية. إنه الفنان مالك أخميس الذي يتحدث في الحوار التالي عن أحدث أعماله التي يعود بها إلى الشاشة الفضية، وعن طموحاته في مجال الفن السابع. ما الذي جذبك إلى دور رجل الأمن في فيلم المتمردة؟ تربطني بالمخرج جواد غالب صداقة قوية، لذلك لم أتردد في قبول الدور الذي عرضه علي في فيلم «المتمردة»، خاصة أنني أعتبره دورا مهما ومؤثرا في أحداث الفيلم، رغم قلة المشاهد التي قدمتها، فأنا أجسد دور رجل الأمن المتسلط الذي يستغل سلطته لتعذيب المواطنين، ليكون السبب وراء اتخاذ البطلة قرار الهجرة إلى بلجيكا. ما هي نوعية الأدوار التي تتمنى تجسيدها؟ أكره أن تكون الشخوص التي ألعبها شبيهة بشخصيتي، أنا أحب الأدوار المركبة والمعقدة، ولا أحب الأدوار السهلة، بل أنجذب إلى الأدوار التي تتطلب مني الغوص في أعماق الشخصية وعالمها والنبش في تفاصيلها، كي أحب الدور وأعيشه، فإقناع المشاهد وملامسة مشاعره يتطلب من الممثل أن يعيش الدور لا أن يكتفي بتمثيله، وهذا ما أحاول القيام به دوما. لذلك أبتعد عن النمطية، وأبحث عن عوالم مختلفة، وأظن أن وجهة نظري الخاصة كانت من الأسباب التي أبعدتني عن الشاشة الصغيرة، فأنا لا أتلقى عروضا مهمة للمشاركة في أعمال تلفزية، ربما لأن صورة مالك أخميس ارتبطت في ذهن صناع هاته الأعمال بالأدوار التي أقدمها في السينما، وهي الأدوار التي أجد متعة في تقديمها بكثير من الصدق والنشوة، وهي المتعة التي تنتقل بالتأكيد إلى المشاهد، عندما يكون الفنان صادقا. ما رأيك في مصطلح «سينما نظيفة»؟ لا أومن بمصطلح «سينما نظيفة».. «احنا ماشي كنغربلو الدقيق»..لكن هذا لا يعني أنني أشجع على تقديم المشاهد المجانية بدعوى الجرأة، كما أنني أرفض إقحام الأخلاق في السينما، أو تقديم دروس للآخرين، فالسينما عمل حر، وأداة للتعبير، يحق للمبدع استخدامها وفقا لنظرته الخاصة وأسلوبه، من أجل تقديم المواضيع التي يتناساها الناس أحيانا، كما هو الشأن بالنسبة للمشاهدين الذين يملك كل واحد منهم أسلوبه الخاص في المشاهدة وفهم وتقييم الأعمال الفنية، والفنان في حاجة إلى كل هاته الفئات. هل تفضل الاشتغال سينمائيا مع جيل المخرجين الكبار أم الشباب؟ عندما تحب الآخر ويتسع قلبك لكل الناس، سوف تستمتع بالعمل مع كل الأجيال من المخرجين، فالسينما عمل إنساني قبل أن تكون عملا فنيا، وأينما تكون الإنسانية، يحضر الجانب الفني تلقائيا. ما تقييمك لمستوى السينما المغربية على ضوء الأفلام المعروضة مؤخرا؟ هناك تفاوت كبير من حيث المستوى، فهناك أفلام تستحق المشاهدة، وفي المقابل هناك أعمال أخرى لا ترقى إلى المستوى المطلوب، وأرى أن المشكل يمكن تلخيصه في أزمة السيناريو، فرغم تمكن المخرجين من أدواتهم التقنية مازال الفيلم المغربي يتخبط بين الصورة والمضمون، وهو ما يتطلب الكثير من الاجتهاد والعمل من أجل تطوير مستوى السينما المغربية. ماذا عن الأدوار التي تستعد للعودة بها إلى الشاشة الفضية؟ أشارك بدور متميز في الكوميديا الاجتماعية «في بلاد العجائب» لجيهان البحار، وأجسد ضمن أحداث الفيلم دور فنان شعبي يقع في حب «شيخة»، ويدفعه هذا الحب إلى ملاحقتها ومرافقتها أينما ارتحلت، كما أجسد دورا آخر ضمن فيلم «حياتي» لرؤوف الصباحي وهو لرجل متزمت، تجمعه رحلة على متن حافلة تتنقل عبر مدن المغرب قادمة من الخارج، حيث تضم هاته الحافلة ركابا من المهاجرين لكل واحد منهم قصته الخاصة. حاورته: شادية وغزو