أكدت النائبة الأوروبية رشيدة داتي أمس الجمعة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجه، خلال القمة الأولى بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي، خطابا " تاريخيا وطموحا " كرس المكانة المركزية للمغرب في الساحة الدولية". وأوضحت داتي، أن جلالة الملك " بحكمة ووضوح، ذكر في خطابه بأن العالم العربي يمر بمرحلة مضطربة غير مسبوقة. فالبلدان العربية تواجه تهديدات ملموسة ومتحولة. وفي منطقة تعيش على وقع تغيرات متتالية منذ ثورات الربيع العربي، الأخطار تحيط بكل مكان، والأمن الجماعي للبلدان العربية أصبح ضرورة مطلقة ". وأشارت النائبة الأوروبية أن " جلالة الملك، برؤيته المتبصرة، حدد القضايا ودعا إلى الوعي بالتحديات التي تواجه المنطقة " مؤكدة أن " التقارب بين المغرب وبلدان الخليج يتجاوز الشراكة الاستراتيجية ". واعتبرت أن هذا القوس العربي الجديد الذي أطلقه جلالة الملك يجعل من المغرب فاعلا أساسيا لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم " مضيفة أن المغرب " يؤكد مرتبته ومكانته كقطب للاستقرار والازدهار لا محيد عنه بالنسبة لباقي العالم. فتأثيره الأكيد والغير قابل للجدل يمتد من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدان الخليج مرورا بأوروبا وآسيا، كما يؤكد ذلك نجاح الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لروسيا ". وسجلت وزيرة العدل الفرنسية السابقة أنه " وبفضل نموها، وابتكاراتها في جميع المجالات، ومحاربتها للتطرف والإرهاب بتعاون وثيق مع الدول الأوروبية والخليجية، تؤكد المملكة المغربية دورها الاستراتيجي والأساسي في العالم ". وأبرزت أن جلالة الملك " كرجل دولة، له نظرة متبصرة في الاتجاه في نفس الوقت نحو الشمال (أوروبا)، والشرق (الخليج) والجنوب (إفريقيا جنوب الصحراء) لبناء شراكات متينة وضرورية لتحقيق التنمية والأمن في العالم ". هذه النظرة الشاملة، تضيف السيدة داتي " توضح لأولئك الذي يحاولون باستمرار زعزعة الاستقرار بالمملكة، في أوروبا كما في باقي العالم، أن المغرب قوي، مؤثر وينظر إلى المستقبل، بفخر واعتزاز ". وأضافت أن المغرب يعرف دائما كيف يواجه بنجاح التحديات المعاصرة ". وحذرت السيدة داتي من أن أي محاولة للمس بالوحدة الترابية للمغرب ستكون خطيرة ويائسة، داعية الجميع إلى تحمل مسؤولياته والاستلهام من المغرب بدل المناورات والتصريحات الدنيئة.