لا حديث في تطوان هاته الأيام إلا عن الخرجة الإعلامية لقيادي العدالة والتنمية، الأمين بوخبزة في دورة الحساب الإداري، وهو ضمن فريق التسيير. بعد أن كانت خرجاته السابقة مماثلة وأقل شراسة أحيانا وهو في المعارضة، لكنها كانت “شبه عادية” بحكم موقع المعارضة الذي تواجد فيه حزبه على مستوى المجلس البلدي لتطوان. الصخب الذي تلا كلمات بوخبزة خلال الدورة، ترجمته بعض التدخلات التي اعتبرته “خارجا عن الحد الأدنى للاحترام المتوجب”، خاصة وأنه جاء خلال دورة رسمية لمؤسسة دستورية. رد الفعل القوي جاء من بعض الفعاليات النسائية والهيئات الجمعوية والسياسية، وكان أول رد فعل خلال الدورة على لسان المستشارة سميرة القاسمي، البرلمانية والعضوة المؤسسة لمهرجان أصوات نسائية، والتي طالبت المتدخل بسحب ما قاله والاعتذار عنه، معتبرة ذلك “استفزازا” في حق المرأة ككل وفي عيدها الأممي، مشيرة إلى اقتراب تاريخ 8 مارس وتزامنه مع هاته التصريحات. المتحدثة قالت في تصريح للجريدة إن تلك التصريحات “مسيئة للمرأة المغربية ككل”، خاصة وأن المعني استعمل أسلوب التعميم في اتهامه، حتى إنه لم يتبين من يقصد بالضبط “هل المنظمين، أو المغنيات، أم المتفرجات؟”.. وأضافت القاسمي التي فازت عن اللائحة النسائية للتجمع الوطني للأحرار بالبرلمان، أنهم سيقاضون الجماعة لكونها لم تمكن الجمعية المنظمة لمهرجان أصوات نسائية بالمبلغ المتفق عليه.. الأمين بوخبزة الذي فاجأ الجميع بتصريحه ذاك، كان يصرخ في وجه من يحاول إسكاته، حيث انتقد دعم تلك المهرجانات وعلى رأسها مهرجان أصوات نسائية، حيث أشار بعد ذلك إلى بعض الأسماء بعينها وهو يقول “فلانة عاهرة، فلانة عاهرة”، وأضاف “إذا مفهمتوهاشي بالفصحى نقولها لكم بالدارجة”. وهو ما أغضب رفاقه في الحزب ووضعهم في موقف محرج، خاصة وأن غالبيتهم لا علم لهم بهاته الخرجة، ولعل ذلك ما دفع شقيقه القيادي في مكتب فرع الحزب بتطوان، لأخذ تدخل آخر النقاش، ليوضح موقف حزبهم من الموضوع قائلا، إن هناك متحدثا باسم الفريق بالمجلس، وهناك أجهزة تقرر في هذا الشأن، ولم يتداول هذا الموضوع بداخلها نهائيا، وكل تعبير خارج المتفق عليه، يقول أحمد بوخبزة “يخص صاحبه فقط ولا علاقة للحزب به”. في تصريح إعلامي لإحدى الجرائد الإلكترونية، قال الأمين بوخبزة تفسيرا لموقفه ذاك، (بعد أن تعذر الاتصال به لأخذ موقفه مباشرة) إنه فوجئ بإرجاء فائض ميزانية 2011 ليصبح برنامج 2012، وهو ما دفعه للتحفظ على أن يخصص فائض الميزانية لتنظيم بعض المهرجانات، ل “أنني أعتبر ذلك تبذيرا للمال العام ... وأموال الجماعة لا يجب أن تبذر في جيب من أمثال نانسي عجرم وليلى علوي”. وتوضيحا لما جاء به من اتهامات خلال دورة المجلس التي اتهم خلالها أحد المهرجانات بكونه مهرجان العاهرات، قال “ما قلته بالضبط حتى أكون واضحا ودقيقا، إن أمثال العلوي وهيفاء وهبي .. ساقطات وعاهرات”. ويضيف الفقيه بوخبزة في ذلك أن “الخطير في هذا النوع من المهرجانات هو حرص المنظمين على برمجتها في فترات الامتحانات، وكأنهم مصرون على إلهاء بناتنا ومن تم تصدير اللحم البشري إلى الخليج! أليست هذه هي فائدة المهرجانات؟! وإلا لماذا ندعو هيفاء وهبي وشاكيرا؟!”... مستشارو التسيير المشترك المنتمون للاتحاد الاشتراكي، استغربوا ما حدث بدورهم خلال الدورة، واعتبروه أمرا غير مقبول نهائيا من طرف مسؤول في حزب الأغلبية، وكذلك في كونه مسيئا أيضا للتسيير المشترك بينهم، وأنهم يتفقون فيما بينهم على ما يمكن أن يصوتوا عليه من عدمه، مما جعل “لعنة” الفقيه تصيبهم مباشرة لكونهم صوتوا لصالح القانون المالي المتفق عليه من طرف الأغلبية التي ينضبطون لها، بحكم التسيير المشترك بينهما. وقال مسؤول حزبي إن الحزب سيراسل رسميا مسؤولي حزب المصباح، لمعرفة خلفية ما حدث وآفاق هذا التسيير المشترك في ظل المعطيات الجديدة.