يشهد دوار دوار أولاد بوجمعة بجماعة لفضالات بعمالة ابن سليمان نفوق العديد من الماشية كالأبقار والأغنام والماعز، بسبب شربها لمياه سامة يلفظها مطرح المحمدية، والتي تنساب عبر أحد الأودية التي تشق مجموعة من الأراضي الفلاحية بالدوار المذكور، حيث أصبحوا يشاهدون يوميا مجموعة من رؤوس الماشية تتساقط أرضا وهي تترنح نتيجة لإصابتها بالتسمم، قبل أن تلفظ أنفاسها أمام أعين الكسابة والفلاحين بعد شربها لمياه الوادي في غفلة منهم أو من الرعاة. مهاجر مغربي سابق بالديار الأمريكية من بين الفلاحين المتضررين، قال في تصريح ل «الأحداث المغربية»، أن «تحويشة العمر» التي جمعها لمدة 25 سنة واستثمرها في ضيعة من أجل الفلاحة وتربية الماشية تتبخر شيئا فشيئا، بعد أن فقد لحد الساعة حوالي 236 رأسا من الغنم والماعز بمعدل عشرة رؤوس كل يوم، مضيفا أن أمور الضيعة كانت تسير من قبل بشكل عادي، إلى أن تم تخصيص رقعة أرضية في الجهة المقابلة للدوار كمزبلة مخصصة لتجميع النفايات القادمة من جماعات المحمدية وابن سليمان، لتتحول حياتهم إلى جحيم إما بسبب فقدانهم لماشيتهم أو بسبب الروائح الكريهة التي تلفظها المزبلة، وأضاف أحد السكان أنه بدوره فقد مجموعة من الأبقار للسبب نفسه، كما هو الشأن لمجموعة من سكان الدوار، موجها بدوره اتهاما صريحا للمزبلة بكون عصارة مياهها المسمومة هي السبب. وطالب السكان والفلاحون من المسؤولين بعمالة المحمدية وابن سليمان، ومن وزارة الفلاحة والمندوبية السامية للمياه والغابات، ووزارة البيئة ومركز الدرك الملكي للبيئة بالقيادة الجهوية بالدارالبيضاء، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وذلك بإيفاد لجن لعين المكان للوقوف على الخسائر المادية التي يتكبدونها يوميا جراء المياه الملوثة التي تلفظها المزبلة والتي تظهر بالعين المجردة، ولوضع حد للثلوت البيئي الذي تعرفه المنطقة وتحديد المسؤوليات، خصوصا أنه قبل افتتاح المزبلة قام بعض المسؤولين بعمالة المحمدية بتبديد مخاوف السكان من المزبلة، بحجة أنها ستخضع لمجموعة من المواصفات والشروط العالمية التي تجعلها لا تسبب أي ضرر أو أذى لأي أحد، لكن مع المدة اكتشفوا زيف هذه الادعاءات بعد شروع العديد من رؤوس الماشية في النفوق، إضافة إلى الروائح الكريهة المنسابة من المزبلة والتي أصبحت روائحها تصل لمناطق تبعد عنها بعدة كيلومترات. من بين الحلول المؤقتة التي اتخذها حاليا بعض السكان والفلاحون والكسابة لتقليل حجم الخسائر، هي عدم إخراج الماشية إلى المراعي، وهو ما سيكلفهم مصاريف إضافية تنضاف إلى الخسائر، لشراء العلف في غياب أي دعم من وزارة الفلاحة، ومن أجل كل هذه المحن التي يكابدونها لوحدهم، فإنهم يناشدون الجهات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد لآفة التسمم، بما أن أحد الأطباء البيطريين قد كشف لهم أن الأعراض المرضية التي تنتاب الماشية قبل نفوقها ناجمة عن التسمم. أحمد بوعطير