إليزابيث أوريبي مينيسيس صديقة قديمة للشهيدة المغربية البلجيكية لبنى الفقيري التي قتلت في التفجيرات الجبانة التي هزت بروكسيل الثلاثاء لبنى كانت أما لثلاثة أبناء وأستاذة للرياضة في مدرسة مسلمة خاصة بسكاربيك عن لبنى تتحدث إليزابيث لمجلة باري ماتش الفرنسية وعن ماض عاشته معها كأنه كان بالأمس فقط أعده للنشر بالعربية موقع "أحداث.أنفو". لنتابع أين رأيت لبنى أول مرة؟ كنا نشتغل سوية كبائعتين في "إكسكي" ببروكسيل. كانت فتاة محبوبة بسهولة، وبالنسبة لي عندما رأيت صورها والكل يبحث عنها بعد تفجيرات بروكسيل كانت الصدمة أكبر من المتوقع. كانت تحب الحياة بشكل قوي، وكانت جميلة جمالا داخليا وخارجيا، وكانت رائعة ودائمة الابتسام. لبنى كانت سعيدة فيما كنت أنا دائمة الشجن وكانت تستطيع انتزاع الضحك مني. كانت تفعل المستحيل حينها لكي أنسى حياتي الصعبة في تلك السنوات على الأقل خلال الثمان ساعات من العمل التي كنا نمضيها سوية يوميا هل كنتما قريبتين إلى بعضكما؟ كنا نلتقي دائما خارج أوقات العمل، إما للذهاب إلى مطعم أو الجلوس في مقهى. في تلك الأثناء كانت لبنى طالبة وكنت أنا في علاقة مع مغربي، واقتربنا أكثر أنا ولبنى لأنني كنت أمر بصعوبة في العلاقة مع ذلك الرجل. كانت تقول لي إن الإسلام لاعلاقة له بتصور ذلك الشخص له وكانت تقلق كثيرا من أجلي وكانت تحدثني باستمرار عن دينها أي دور كان للدين في حياة لبنى؟ كان أمرا هاما لديها. كانت متدينة وتؤدي فرائضها، كانت تصلي خمس مرات في اليوم مع بعض التأخر أحيانا بسبب العمل، لكنها لم تكن ترتدي الحجاب خارج أوقات العمل، أين كانت تذهب لبنى حينها؟ كانت كما قلت طالبة لكي تصبح أستاذة للرياضة فيما بعد، وكانت مخطوبة منذ ذلك الوقت لمن سيصبح الآن زوجها. كانت تمارس كثيرا من الرياضة وكانت تحب الرقص وكانت مستعجلة على الدوام بين دروسها وبين المنزل عند والديها وبين خطيبها، وقد حضرت عرسها وأشهد أنها كانت تحب زوجها بشكل جنوني وذات يوم بعد خصومة عادية بينهما رأيتها تبكي لأول مرة في حياتي أي ذكرى ستحتفظين بها عن لبنى؟ كانت رائعة بعينين جميلتين كبيرتين ومعبرتين...وبضحكة معدية تنتقل لك بسهولة وبجسد رائع كانت تحرص على إخفائه في ملابس فضفاضة. لقد كانت أنثى فعلا هل لك أن تذكري لنا ذكرى جميلة معها؟ هناك الكثير، كانت مثلا تسخر مني لأن إبني ذا الأربع سنوات كان يحب هالك وسبايدر مان وكان يحرص على ارتداء أزيائهما والذهاب بها معي في المترو . كانت تضحك بقوة من المشهد إلى درجة فقدان القدرة على الحديث، وكانت تقول لي "عندما سيكون لدي إبن لن أتركه يخرج هكذا". أتألم حين أتذكر أنها تركت ثلاثة أبناء بعدها