خصصت صحيفة "Le Parisien" الفرنسية ملفها الأساسي للحديث عن الوضع المضطرب في الجزائر بمناسبة إحياء ذكرى انتهاء الحرب الجزائرية، حيث اعتبرت ان الجزائر ليست بمنأى عن سيناريو شبيه بسيناريو "الربيع العربي" الذي طال دولا عربية أخرى، لاسيما في ظل نظام سلطوي يلفظ أنفاسه الأخيرة ووضع اقتصادي مأزوم. وانتقدت الصحيفة دعم السلطات الفرنسية للنظام الجزائري، لكنها اعتبرت ان فرنسا لا تمتلك خيارا آخر، خاصة انها تدرك أن تدهور الوضع في الجزائر ستكون له تداعيات عليها، بحسب الخبير في شؤون العالم الإسلامي والعربي Gilles Kepel. ولفتت الصحيفة النظر الى التوافق غير المسبوق القائم بين باريسوالجزائر في المرحلة الحالية، حيث توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرتين الى الجزائر، كما شارك في إحياء ذكرى ضحايا حرب الجزائر ومعارك المغرب وتونس. في حين من المتوقع ان يزور رئيس الحكومة مانويل فالس الجزائر في 8 و9 ابريل على رأس وفد مهم من قادة الشركات الفرنسية. وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على التعاون الأمني بين البلدين، حيث ذكرت أن باريسوالجزائر تتبادلان المعلومات وتكافحان الخطر الجهادي بشكل مشترك، وإن كان ذلك بشكل سري أحيانا، كما حصل أخيرا عندما تمكنت القوات الجزائرية من توقيف مقاتلين إسلاميين وجدت في حوزتهم صواريخ أرض-جو كان من شأنها أن تهدد المقاتلات الفرنسية العاملة في منطقة الساحل. وفي إطار ملفّها حول الوضع في الجزائر نشرت الصحيفة رسماً كاريكاتوريا يبدو فيه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على شكل مريض مقعد، في حين بدا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وهو يقول عن نظيره الجزائري "هذا الرجل رائع. فهو لا يفعل شيئاً، ولا يتفوّه بكلمة، ومع ذلك يتمكن من إعادة انتخابه… يجب أن أتخذه مثالاً لي".