بروكسل, 19-3-2016 (أ ف ب) - اعتقل صلاح عبد السلام المشتبه به الفار في اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا في نوفمبر الماضي, خلال مداهمة مسلحة للشرطة ادت الى اصابته, في حي مولنبيك بعد ظهر الجمعة. وسرى الخبر بين سكان هذا الحي بالعاصمة البلجيكية وتردد "لقد اعتقلوه" وسط اندهاش السكان لتوقيف "العدو الاول" بعد اربعة اشهر من الفرار في الحي الذي كان يقيم فيه. وتجمع عدد كبير من السكان خصوصا من الشبان عند تقاطع شارع "كاتر فون" وشارع "وازييه". لقد سمعوا من الاذاعة والتلفزيون ان امرا ما يحدث هناك. لكن لم يكن بامكانهم رؤية اي شيء من شارع كاتر فون الذي اغلقته الشرطةو التي كان بعض عناصرها مقنعا. ومن بعيد شوهد اشخاص يمرون ويحملون شارة الشرطة البرتقالية على الساعد. وحين تاكد خبر توقيف عبد السلام نظر الناس الى بعضهم مشدوهين ولا يكادون يصدقون. نحو الساعة 18,00 ت غ دوى انفجاران لعملية ازالة متفجرات للشرطة , وحدث بعض البلبلة. فالرجل المطلوب الاول في اوروبا ويشتبه في انه تولى على الاقل دورا لوجستيا في اعتداءات باريس, تم توقيفه في الحي الذي كان يعيش فيه قبل الهجمات وحيث كان يدير حانة "البيغينيس" مع شقيقه ابراهيم احد انتحاريي اعتداء باريس الذي كان تم دفنه الخميس في مقبرة ببروكسل. وقال احمد الخنوس المسؤول المحلي في الحي لقناة فرنسية "تفاجأنا, كنا نعتقد انه غادر بلجيكا وانه في بلاد اخرى". من جانبه قال الشاب احمد (28 عاما) وقد ارتدى لباسا رياضيا وضعه على الكتفين "ليس غريبا ان يختبىء هنا (..) لقد كبر هنا , وحتى ان كان المكان مراقبا جدا فهو يظل افضل مخبىء له. فهو يعرف المكان جيدا ولا بد ان لديه فيه اصدقاء". ولاحظ كريم الذي يعمل لمنظمة غير حكومية يبعد مقرها مئات الامتار عن مكان توقيف عبد السلام غير بعيد من منزل اسرته "عناصر الجيش الجمهوري الايرلندي كانوا يختباون عند الايرلنديين". وقال الرجل البالغ 48 عاما من العمر "حين علمنا ان امرا ما يجري اتجهنا للنوافذ لنرى. وكان الشرطيون منتشرين واغلق الشارع. سمعنا اصوات اطلاق رصاص لكنها بدت مكتومة وكانها في مكان مغلق. ثم مرت الكثير من السيارات". وحلقت مروحية لفترة في السماء وغادرت سيارة اسعاف تحت حماية الامن. لكن مع حلول الظلام تفرق الجميع ولم يبق الا سكان الشارع الذين كانوا يتساءلون متى يمكنهم العودة الى منازلهم. وجلس بعضهم صابرا الى مقهى مجاور. وبلديةو ملنبيك يقطنها مئة الف ساكن وعادت مجددا لتسلط عليها الاضواء وعلى سمعتها كمعقل جهادي في اوروبا. وقال احمد خموس المسؤول المحلي ان توقيف عبد السلام امر "مريح" بعد "اربعة اشهر من القلق للاهالي" مضيفا "سيكون على التحقيق ان يحدد من وكيف ولماذا? تمكن لاربعة اشهر من الافلات من قوات الامن. لا بد انه استفاد من تواطىء". واتصل الرئيس باراك اوباما بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال لتهنئتهما, وفق الرئاسة الفرنسية. ويعتقد ان عبد السلام فر الى بروكسل بعد يوم من اعتداءات باريس التي استخدمت فيها الرشاشات والمتفجرات, بعد ان رفض تفجير نفسه. وجاء الاعتقال بعد ساعات من كشف الادعاء عن العثور على بصمات عبد السلام في شقة في منطقة اخرى من بروكسل بعد مداهمتها في وقت سابق من هذا الاسبوع قتل خلالها مسلح يشتبه بانه من تنظيم الدولة الاسلامية. وعقد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال اجتماع ازمة بعد الاعتقال مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يزور بروكسل لحضور قمة للاتحاد الاوروبي. واصبحت بلجيكا في قلب التحقيق في اعتداءات باريس منذ اليوم الاول, وتعرضت لانتقادات بسبب اخطاء سمحت لمرتكبي الاعتداءات من الافلات. وفر عبد السلام الى بروكسل بعد الهجمات, ويعتقد انه اختبأ في شقة لمدة ثلاثة اسابيع على الاقل بعيدا عن اعين الشرطة البلجيكية. ومر من ثلاثة حواجز شرطة في فرنسا اثناء فراره الى بلجيكا بعد ساعات من الاعتداءات, بحسب ما ذكر مصدر مقرب من التحقيقات في كانون الاول/ديسمبر. ويعتقد المحققون ان عبد السلام استأجر احدى السيارات التي استخدمت في الهجمات وبعد ذلك استخدمها لنقل انتحاريين الى استاد فرنسا, على ان يفجر نفسه بعد ذلك. الا انه تراجع عن تفجير نفسه, وتم العثور لاحقا على سترة ناسفة في باريس في منطقة دلت اشارات هاتف نقال انه كان متواجدا فيها. وتعتقد الشرطة انه فر عبر الحدود في صباح اليوم التالي. واعتقل العديد من الاشخاص للاشتباه بانهم ساعدوه. كما ان زعيم المجموعة التي نفذت الهجمات هو عبد الحميد اباعود العضو في تنظيم الدولة الاسلامية وهو كذلك من بروكسل. وقتل في مداهمة في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر. ودفن بلال حدفي الذي شارك في تنفيذ اعتداءات باريس الاسبوع الماضي بهدوء في نفس المقبرة التي دفن فيها شقيق عبد السلام. ويرتبط الاثنان بحي مولنبيك الذي تسكنه غالبية من المهاجرين والذي اعتبر معقلا للعنف الاسلامي منذ عقود. في وقت سابق من هذا الاسبوع داهمت الشرطة البلجيكية والفرنسية شقة في منطقة فوريست في بروكسل وقتلت جزائريا قيل ان اسمه محمد بلقايد (35 عاما) كان يعيش في بلجيكا بشكل غير قانوني. وعثرت الشرطة على بندقية كلاشنيكوف ومنشورات اسلامية وعلم تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من بلقايد بعد مقتله. وقيل انه على قائمة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية التي سربت الاسبوع الماضي, كمتطوع لتنفيذ تفجير انتحاري. واعلنت الشرطة بعد ذلك العثور على بصمات عبد السلام في شقة فوريست.