توالت عمليات ضبط مستخلصات “النبتة الساحرة”، التي يسيل لها لعاب المدمنين، وتزداد لهفة المهربين، من أجل تنفيذ “خبطات”، تمكن من العبور بكميات من “الشيرا” إلى الضفة الأخرى، حيث ينذر العرض ويرتفع الطلب، لتحقيق أرباح مالية كبيرة. لكن عملية جديدة أنجزتها عناصر جمارك باب سبتة، مدعومة بعناصر من الشرطة، في إطار تشديد المراقبة بهذه النقطة الحدودية، مكنت الخميس الماضي من إيقاق مواطن مغربي مقيم بإسبانيا، وبحوزته 32 كيلوغراما من القنب الهندي “الشيرا”. وحسب مصدر مطلع فإن المخدرات كانت مخبأة في خزان السيارة المرقمة بإسبانيا. وتم تسليم الموقوف البالغ من العمر «40 سنة» على الشرطة القضائية لتعميق البحث كما تم حجز سيارته. وقبل ذلك بيوم واحد فقط، أوقفت “فرقة الدراجات” التابعة للدرك الملكي بشفشاون يوم الاربعاء الماضي 15 فبراير الجاري سيارة رباعية الدفع من نوع «ميتسوبشي»، وبداخلها 750 كلغ من مخدر الشيرا بمنطقة العناصر بضواحي دائرة باب تازة. وقد تم اعتقال المتهم الذي أحيل على النيابة العامة بشفشاون التي أمرت بإيداعه السجن في انتظار تقديمه للمحاكمة يوم الاثنين 20 فبراير الجاري. وأثبتت التحريات أن صفائح السيارة الحجوزة مزورة. ومن جهة ثانية تم خلال الاسبوع ماقبل الماضي اعتقال شخصين على متن سيارة كانت متجهة من قيادة بني احمد نحو منطقة باب برد، حيث عثر بحوزتهم على نصف كلغ من مخدر الشيرا، وتم إحالة المتهمين على وكيل الملك الذي أحالهما على التحقيق، حيث أطلق سراح أحدهما فيما بقي المتهم الرئيسي رهن الاعتقال. فبعد أن تخلت السلطات باقليم شفشاون ووزان عن محاربة زراعة القنب الهندي، مخافة تأجيج غضب المزارعين وساكنة المنطقة. تحولت هذه الزراعة والاتجار فيها إلى “تجارة كاسدة”، حيث انخفض ثمنها إلى أدنى مستوى بسبب تزايد المساحات المزروعة، وكثرة العرض وقلة الطلب. خاصة بعد أن استنكف بعض كبار المهربين عن دفع أموالهم في هذه النبتة التي قد تذهب بما كسبوا، ولا سيما أن السلطات أبانت عن تشددها في التعامل مع المهربين ممما أدى إلى ضبط كميات كبيرة بمختلف مناطق المملكة، كما أن البحث الذي أصبح يطول مختلفأماكن عبور القنب الهندي أو الشيرا ومساءلة رجال الدرك حول كيفية عبور الكميات المحجوزة زادت من معاناة المهربين وخوفهم من الوقوع في كمين نقط المراقبة، حتى انطبق على تعامل السلطات باقليم شفشاون وضاحيه المثل العربي القائل:«كم حاجة قضيناها بتركها». وكانت المقاطعة الجمركية بتطوان، أفادت أن كمية المخدرات، التي تمكنت الجمارك من حجزها بباب سبتة خلال سنة 2011، بلغت 2654 كلغ من مستخلص القنب الهندي، و10 غرامات من الكوكايين. وتمكنت الشرطة القضائية بالناظور خلال السنة نفسها من حجز ما مجموعه 3,732 أطنان من مخدر الشيرا في عمليات مختلفة. ووفقا لمعطيات مصالح الأمن بالناظور حجزت أيضا خلال السنة نفسها كميات مختلفة من القنب الهندي والهيروين والمواد الكحولية، مشيرة إلى حجز 26 سيارة كانت موضع بحث على الصعيد الوطني.