هن اخترن ألا يكن مجرد "ثريات" حبيسات البيوت، ولاحقن الطموح في أن يكن نجمات يتلألأن في السموات. ويحق للمغرب أن يفخر بهن حتى وإن كن لا يضئن سماءه بقدر ما هن نجمات يسطعن في سماءات العالم. إنهن 40 مغربية بمسارات مميزة، مزروعات في 19 بلدا أجنبيا وعربيا موزعة على القارات جميعها، يتوحدن، فضلا عن الريادة في مجال المقاولة، في حملهن لبلدهن المغرب في الحنايا واستعدادهن لإفادته من خبراتهن المختلفة والأكيدة كل واحدة حسب مجال نشاطها. ال40 مغربية، الرائدات في مجال المقاولة، والمتميزات بديناميتهن في مجال الأعمال في مجموعة من الميادين من مثل التقنيات الحديثة للمعلومات، والصناعة، والتواصل، والنقل واللوجيستيك، والصناعات الغذائية، والمالية، التأمن يوم الخميس 10 مارس 2015 بالجميلة الحمراء، والمناسبة الاحتفاء بهن في تظاهرة "جائزة السفيرة"، التي نظمتها على شرفهن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بشراكة مع جمعية النساء المقاولات بالمغرب. وفي هذا السياق، احتضنت مراكش بدفء وألق، في إطار لقاء حول ريادة الأعمال النسائية بمشاركة نساء مقاولات ومسيرات مقيمات بالخارج، تظاهرة "جائزة السفيرة"، التي سعت الوزارة المكلفة بالمغاربة المُقيمين بالخارج وشؤون الهجرة من خلالها إلى الاحتفال بالمبادرات النسائية في مجال التسيير المقاولاتي وأيضا خلق فضاء للقاء والتشجيع على تبادل الخبرات والنقاش مع خبيرات متخصصات في تنمية الأعمال والاستفادة من التجارب في هذا المجال. وفي كلمته الافتتاحية، شدد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، وهو ينوه بالإرادة الصلبة للمحتفى بهن ال40، (شدد) على أن "مسار خلق مقاولة هو درس في حد ذاته لما يفرض من انضباط وإرادة قوية على التحدي ودينامية عالية وقدرة على الإبداع في تجاوز المثبطات". وزاد مؤكدا أن "المرأة لها من المقومات ما يجعلها الأقدر على خلق المقاولة وإنجاحها". وأوضح، في سياق حديثه عن اختيار وزارته الاحتفاء بالمرأة المهاجرة المقاولة، أن الغاية هي "إبراز نماذج لنجاحات النساء المغربيات في بلدان الهجرة في مجال التدبير والتسيير المقاولاتيين لكن وبالأساس خلق فرص تبادل الخبرات وإمكانيات الاستفادة المتبادلة من التجارب المختلفة لهؤلاء الرائدات في مجالاتهن والاحتكاك بنظيراتهن داخل المغرب بالنظر إلى أن هذا اللقاء مُنظم بشراكة مع جمعية النساء المقاولات بالمغرب، فضلا عن التباحث في آفاق العمل المشترك والاستفادة من الدينامية الاقتصادية التي يعرفها المغرب. وبالتالي، فهو لقاء بغاية الأهمية للمغرب كما لنسائه سواء المقيمات به أو المهاجرات".
وأشار بيرو إلى أن ريادة الأعمال النسائية تُعتبر واحدة من المصادر الرئيسية للازدهار وخلق مناصب الشغل والثروة بالنظر إلى التنامي المطرد للمقاولات المُحدثة من طرف النساء عبر العالم في السنوات الأخيرة. لكن أنيس بيرو، الذي ربط في كلمته بين مقدار رقي المجتمعات بدور نسائها، شدد على أن نهضة المجتمع المغربي رهينة بتمكين الفتيات من التعلم. واعتبر تمدرس الفتيات شرطا حيويا للتنمية الفعلية كما ينشدها المغرب. وقال إن التحدي الأكبر أمام المغرب هو تمكين الفتيات من التعليم ومواكبة مسارهن الدراسي لتحصين مستقبلهن. وقد عرف اللقاء نفسه توقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وبين جمعية النساء المقاولات بالمغرب، التي ترأسها أسماء مورين عزوزي، وذلك على هامش تنظيم الجمعية بمراكش للنسخة الأولى من "ساوث إيكونميك وومن إنيسياتيف" حول موضوع "النساء والتنمية : لنقتحم الاقتصاد اللامادي" مابين 10 و12 مارس 2016. و زكت أسماء مورين العزوزي كلام أنيس بيرو وهي توضح أن الهدف من الاتفاقية هو تشجيع التشبيك ومواكبة المهاجرات المقاولات الراغبات في خلق مقاولات داخل المغرب، وتقوية الخيط الرابط بين المهاجرات وبلدهم والتباحث في إمكانيات الاستثمار داخل المغرب والاستفادة من خبرات المقاولات المغربيات بالمهجر. فضلا عن فتح آفاق للمغاربة للعمل في إطار شركات دولية مثلما يتيح ذلك الاشتغال إلى جانب المقاولات المهاجرات، وإنجاز مشاريع على صعيد دول الاحتضان حيث تستقر المغربيات المقاولات. وإذا كانت المغربيات المهاجرات ال40، اللواتي حظين بالتكريم في تظاهرة "جائزة السفيرة"، واستحقن هذه الالتفاتة بالنظر إلى مساراتهن المميزة هن اللواتي أبهرن بريادتهن في مجالاتهن المختلفة، فمن المؤكد أن هناك كثيرات غيرهن ضمن الشتات المغربي، اللواتي مازلن ينتظرن أن يتم تسليط الضوء عليهن وعلى أنشطتهن.