في لقاء تواصلي لصلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، لم يتردد في مهاجمة حليفه في الحكومة العدالة والتنمية، معتبرا أن رئيس الحكومة والحزب يتعامل مع التجمع بطرق انتقائية وعدائية، فهذا الحزب يقول مزوار الذي يتهمنا بالتحالف مع الأصالة والمعاصرة، لم يستطع تبرير تحالفه الظاهر بطنجة مع نفس الحزب، واعتبر أن تعامل رئيس الحكومة مع التجمع غير لائق. مزوار وصف انتقائية رئيس الحكومة وحزبه في التعامل مع منجزات الحكومة ب«الجبن السياسي»، فهم-يقول مزوار- ينسبون الأشياء الإيجابية لهم حصريا، في الوقت الذي يلصقون بالحزب كل الأشياء التي تسيء له، وانتقى محاولات الحزب استهداف التجمع الوطن للأحرار، موردا ما جاء على لسان عبد الإله بن كيران في اللقاء الذي قال فيه رئيس الحكومة بوجود نص قرآني يجيز الاقتطاع من أجور المضربين، حين نسب لرئيس الحكومة قوله أن مزوار اتصل به وأكد له أن حديثه خلال المجلس الوطني والذي هاجم فيه العدالة والتنمية وأمينه العام «تم تأويله»، وقال مزوار «حتى واحد من الوزراء والقياديين ما اتصل ومن يروج هذا الكلام هدفه شق الحزب»، قبل أن يضيف «من يمرر خطاباته عبر الصحف والمواقع الإلكترونية هو الجبان و«الخواف». وعبر صلاح الدين مزوار عن تفاجئه بردود الأفعال التي أعقبت انعقاد المجلس الوطني للتجمع، إذ قيل، حسب مزوار، أن أعضاء من الحزب «مشاو عند رئيس الحكومة كيقولو لو راحنا ما متفقينش مع داكشي لي قال مزوار»، وذلك في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها مزوار لابن كيران خلال اجتماع المجلس الوطني الأخير لحزب التجمع الوطني للأحرار، وأضاف قائلا: «وهناك من قال إن أعضاء المجلس الوطني تلفوا وداخوا... هادشي كولو دارو مزوار وبزاف». وفسر صلاح الدين مزوار ذلك بقوله «هادشي باش يوصلوا رسالة أن هناك مسافة بينهم وبين رئيس الحزب». وقال أن هناك من «وصفنا بجميع الأوصاف في الجريدة ديالو لي باعها، ونعتنا بجميع النعوت أحييه من هذا المنبر وأقول له زيد». واستمر مزوار في هجومه قائلا: «حزب التجمع ماشي ملحقة حتى لشي حزب»، معيبا «التعليقات التي اعتبرت خرجة مزوار الأخيرة هي «تكليف» من حزب الأصالة والمعاصرة». وقال مزوار: «ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن الإسلاميين تم تأسيسهم من طرف السلطات من أجل مواجهة القاعديين في الجامعات»، وأضاف: «نحن حاربنا الفكر الرجعي في الجامعات، وواصلنا نضالنا في كافة المجالات بما فيها السياسية». مزوار ساير الإيقاع الحماسي للقاء الذي نظمته «الشبيبة التجمعية بالدارالبيضاء»، والعنوان الذي اختير للقاء «الشبيبة الآن .. مامفاكينش»، ليرد الصاع لمنبر إعلامي يستهدف حزب التجمع الوطني للأحرار واصفا صاحب الجريدة ب«وكيل الإخوان المسلمين»، وعبره مارس نقدا قاسيا لخرجات قياديين في العدالة والتنمية من دون ذكرهم بالاسم. يذكر أن اللقاء تم في منطقة أزاح فيها العدالة والتنمية التجمع الوطني للأحرار من تدبير شؤون جماعة سيدي عثمان، ورفض التنسيق معه في تشكيل هذه الجماعة، وأثار لغطا حين قام رئيس الجماعة السابق حدادي برفض تصريحات منصف بلخياط حول التحالفات في تشكيل مجلس جهة الدارالبيضاءسطات، وهو ما اعتبر في حينه محاولة لخلق تصدع وسط الحزب بالدارالبيضاء، لتنطلق سلسلة التشنجات بين الحليفين في الحكومة. عبد الكبير اخشيشن