استطاعت الفنانة الشابة فرح الفاسي أن تتمرد على الأدوار النمطية التي يصر المخرجون على حصرها فيها، من خلال الدور الذي قدمه لها المخرج المتألق محمد اسماعيل في فيلم "إحباط" الذي يشارك في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته السابعة عشر. تجسد فرح ضمن أحداث "إحباط" دور فتاة تدعى ليلى، تجد نفسها مرغمة على الاشتغال راقصة بأحد الملاهي الليلية، بأمر من الرجل الذي يدير الملهى، وأرادت في بداية علاقتهما أن تتقاسم حياتها معه، أملا في الهروب من ظروفها القاسية وعيش حياة أفضل، لكنها سرعان ما ستقرر وضع حد لتلك العلاقة، إلا أن العشيق السابق سيظل يطاردها ويهددها حتى بعد وقوعها في حب بطل الفيلم أمين الذي يعمل مهندسا معماريا. أدت فرح الفاسي ثلاث لوحات راقصة ب"الكاباري"،وهي اللوحات التي كانت موضوع انتقاد خلال النقاش الذي أعقب عرض الفيلم، في الوقت الذي دافع فيه صانع العمل عن ضرورة تلك اللوحات لتقديم صورة واقعية عن الحياة الليلية بالدار البيضاء دون الوقوع في فخ الابتذال و"الوسخ" حسب تعبيره. "دوري كان جريء ولكن المشاهد ماكانتش مجانية..ما يمكنش نلبس جلابة في الكاباري"، تقول فرح الفاسي، مؤكدة على أن دورها كراقصة في ملهى ليلي يتطلب منها ارتداء بدلات رقص، وأنها ترفض تجاوز الخطوط الحمراء، ولن تقبل بتقديم مشاهد جريئة في حال لم يكن توظيفها مبررا ويخدم العمل السينمائي. تضيف فرح الفاسي أن اعتادت الاشتغال بحب وإخلاص على كل الأدوار التي تسند إليها، بالرغم من ظروف عمل الفنان المغربي التي تصفها بالصعبة، نظرا للمشاكل التي ترافق الإنتاج والتصوير، لأن هدفها الأساسي هو إقناع الجمهور. جدير بالذكر أن فرح الفاسي تقوم ببطولة ثلاث أفلام مشاركة في المهرجان الوطني للفيلم، فإلى جانب فيلم "إحباط"، تجسد فرح أحد الأدوار الرئيسية بفيلم "أفراح صغيرة" لمحمد الشريف الطريبق الذي يشارك هو الآخر ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، وفيلم "تكشبيلة تيوليولة" ليوسف العليوي الذي يشارك ضمن مسابقة الفيلم القصير.