أخرج صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار كل مدفعياته في مواجهة حليفه في الحكومة حزب العدالة والتنمية. فعلى على بعد أشهر من ثاني انتخابات تشريعية في ظل دستور 2011 يبدو أن التجمع الوطني للأحرار اختار طريقه نحو المواجهة المباشرة مع حزب رئيس الحكومة الذي يتقاسم معه مقاعد المسؤولية الحكومية منذ أربع سنوات، ووصف صلاح الدين مزوار تحالف حزبه مع « البيجيدي » بالإئتلاف الذي لا يصل لمستوى التحالف معتبرا، في نفس الوقت أن محطة الانتخابات الجماعية عكست، وفق قوله، « أساليب عكست نزوعا نحو الهيمنة وإرادة التحكم في قرارنا الحزبي المستقل، مضيفا أن خطاب العدالة والتنمية، التي لم يشر إليها بالاسم، « خطاب دخيل على تقاليدنا السياسية، خطاب عنيف، خطاب لا أخلاقي، خطاب بلغ درجة التعرض للحياة الخاصة للأفراد، ونحن جميعا نعرف مدى تقديس المغاربة لحرمة الحياة الخاصة ». وأضاف رئيس التجمع الوطني للأحرار زوال يومه السبت 13 فبراير بالصخيرات في دورة المجلس الوطني للحزب، أن « لفظا اسمه الخيانة، استعمله المغاربة مرة واحدة في تاريخنا الحديث، إبان الاستعمار لنعت المتواطئين القلائل مع المستعمر، أي أولئك الذين خانوا المغرب، أصبح اليوم كلاما سهلا يتم استعماله باستخفاف لنعت من لا يتفق معك أو لا يذعن لخططك، أو يتشبث باستقلالية قراره، هذا علما أن التجمع بقي وفيا للائتلاف الحكومي، وحتى وهو مجرد ائتلاف وليس تحالفا يجمع أحزابا على مستوى الرؤى السياسية و الاختيارات الأيديولوجية ». وواصل مزوار هجوماته على العدالة والتنمية معتبرا أن هذا « السلوك لا يتحرج من تقسيم الساحة السياسية إلى حلفاء وأعداء، وهو منطق هيمني خطير قد يؤدي، إن هو استفحل، لا قدر الله، إلى نوع من التفرقة، والتفرقة من بذور الفتنة، وهو منطق مناقض لروح لديمقراطية، لأن المؤسسات الديمقراطية كما عرفها العالم المتحضر، وكما بنتها وتبنيها بلادنا، لم توجد إلا لتجميع كل فاعلي المجتمع لتكون فضاء للتنافس الحر ولاختيار الأصلح لمصلحة البلاد دون إقصاء ودون تفرقة ودون تقسيم المجتمع على أسس سياسية أو مذهبية أو إيديولوجية ».