في خضم الاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة، يبدو أن صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار قد بدأ البحث فعليا عن حلفاء جدد بديلا عن حزب العدالة والتنمية. التوجه الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار، ظهر اليوم جليا في كلمة صلاح الدين مزوار، في كلمة له أمام المجلس الوطني للحزب بقصر المؤتمرات بالصخيرات، حيث شن هجوما عنيفا على رئيس الحكومة وحزب العدالة والتنمية. وقال صلاح الدين مزوار، إن الأغلبية الحكومية عرفت شدا داخلها فيما يتعلق بالتحالفات التي أعقبت انتخابات 4 شتنبر . وأضاف مزوار" لقد اندهشت لما آل إليه النقاش السياسي من تدني، ومن أساليب غير حضارية وغير مألوفة، حيث ظهرت إرادة التحكم في قرارنا الحزبي المستقل، وكانت هناك إرادة لطمسنا، ووصفنا بالخيانة رغم أن الجهة التي هاجمتنا سبق أن أصدرت بيانا يدعو لتوسيع التحالفات، في الوقت الذي كانت المفاوضات بيننا مستمرة"، يقول مزوار في إشارة إلى بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عقب المفاوضات المتعلقة برئاسة المجلس البلدي لتطوان. وتابع وزير الخارجية في حكومة عبد الإله بنكيران "فوجئنا كما فوجئ السياسيون بخطاب عنيف ولا أخلاقي وغير حضاري يستهدفنا، خطاب بلغ درجة التعرض للحياة الخاصة للأفراد، فضلا عن وصفنا بالخيانة،" هاد الكلمة استعملها المغاربة في حياتهم مرة وحدة ضد قلة قليلة من المغاربة اختارت أن تكون إلى جانب معسكر الاستعمار ضد الاستقلال"، على حد تعبيره. وحذر مزوار مما وصفه بخطاب التخوين، الذي لا يستحيي بحسبه أن "يقسم الساحة السياسية إلى معسكرين، حلفاء وأعداء، وهو منطق هيمني يمكن أن يؤدي للفتنة، منطق مناقض لروح الديمقراطية، لأن الديمقراطية لم توجد إلا للتجميع وليس للتفرقة والتقسيم على أسس سياسية ومذهبية، فالساحة السياسية فيها متنافسون وليس أعداء". واعتبر مزوار أن كل ما تعرض له حزب التجمع الوطني للأحرار من حملة غير أخلاقية استهدفته من قبل حزب العدالة والتنمية سببها مقاومته للتحكم والهيمنة، ورفضه الانحناء لخططه وتشبثه باستقلالية قراره، مؤكدا أن حزبه لم يخرق العهود والاتفاقيات، بل قام فقط بممارسة حقه في تدبير تحالفاته المحلية وفق ما يفرضه الواقع، مضيفا أن التحالفات يتم تدبيرها وفق الظروف، وهو ما جعل رئيس الحكومة يقترح علينا الانضمام للحكومة بعدما كانت علاقتنا غير ودية، فأصبحنا بقدرة قادر حلفاء بعدما كنا أعداء، قبل أن نصبح خونة".