فيلم متكامل لا ينقصه إلا الكاميرا والمخرج، ذلك الذي لعبه شابين فتاة وصديقها، وعاشت على إيقاعه الفنيدق لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، بين أخذ ورد. فقضية اختطاف فتاة ومطالبة والديها بفدية، لم تكن إلا مسرحية من نسج الفتاة وصديقها، الذي عشقته أغراها بمصاحبته وتمثيل دور المخطوفة. النهاية كشفت عنها المصالح الأمنية، خلال الساعات الأخيرة، حينما أكدت ان الشابة البالغة من العمر 17 سنة، القاطنة أسرتها بمدينة الفنيدق، ليست مختطفة وليست هناك عصابة حقيقية تطالب بفدية، كما جاء في شكاية والدها، الذي توصل فعلا بمكالمات هاتفية تهدده، وتطالبه بمبلغ 5 ملايين سنتم، إن هو اراد استعادة إبنته. القاصر المسماة "م.ف" من مواليد 1999، اختارت أن ترافق صديقها لمنزل إحدى قريباته المتورطة بدورها في الموضوع، والبالغة من العمر 60 سنة، وأن تقضي أياما مع رفيقها الذي وعدها بالزواج بعد قصة حب، قيل أنها قوية جدا بينهما. إلا أنه بعد أن تبين لهما انه يستحيل الإستمرار في اختفائها وعيشها معه، اختارا طريقة اخرى، وهي ادعاء أنها مختطفة، لتبرير تغيبها من بيت العائلة كل تلك الفترة. اتفقا المعنيان على الإتصال بوالد الفتاة، التي مكنت صديقها من رقم هاتفه، حيث تظاهر بكونه فرد من عصابة، قامت باختطاف إبنته، وأنه عليه دفع مبلغ 5 ملايين سنتم إن هو اراد استعادتها سالمة. جن الأب واتصل بالمصالح الأمنية وقدم شكاية رسمية لدى السلطات المختصة، حيث أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق، ومباشرة الإستماع لمجموعة من المشتبه فيهم. إلا أنه سيتبين لاحقا أن الأمر لا يعدو أن يكون "لعب عيال"، وأنه مجرد مسرحية مدبرة لتبرير تغيب الشابة من بيت الأسرة لكل تلك الفترة، حيث كشفت المصالح الأمنية عن تفاصيل القضية وباشرت تحقيقاتها مع الشاب الذي يبلغ من العمر 21 سنة، وشقيق له قاصر في 17 من العمر، لعب بدوره دور الوسيط في الإتصال بالأب، ناهيك عن السيدة ذات الستون عاما، وهي قريبة للشاب، مكنته من منزل حيث كان يقيم برفقة الفتاة. مصطفى العباسي