ما إن انتهت التدشينات الملكية الأخيرة وتحديدا بجماعة بني يخلف بضواحي المحمدية، وفي إطار البرنامج الجهوي لمكافحة دور الصفيح بجهة الدارالبيضاء، حتى اندلعت حرب بناء حقيقية وتناسل للعشرات من الدور القصديرية، في جنح الظلام، أبطالها بعض أعوان السلطة و عدد من السماسرة، والسكان أنفسهم، الذين لايترددون في تشكيل مجموعات للمراقبة، والرصد تتحرك علانية، لأجل البحث واستقطاب الراغبين في اقتناء «سكن» صفيحي بالدوار والذي تحول إلى قبلة مفضلة « للمشترين » حتى من خارج الجماعة، وبأثمنة «مغرية» للقاطنين بالدوار. عمليات تفريخ البراريك والبناء خارج القانون هاته لم تسلم من أحداث عنيفة يومية، طبعتها مواجهات حقيقية بين السكان وعدد من السماسرة الذين ينشطون بكثرة بالمنطقة، كان آخرها حسب مصادر مطلعة، المواجهات الدموية التي شهدها دوار الجديد بجماعة سيدي موسى المجدوب، نهاية الأسبوع الماضي، بين سماسرة البناء العشوائي، تطلبت حضورا للوقاية المدنية وعتاصر الدرك، حيث عمد أحد السماسرة إلى مهاجمة «زميل» له بعد خلاف حول عملية بيع مساحة «ببراكة»، بالماء الحارق، مما تسبب له في حروق نقل على إثرها إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء لتلقي العلاج. فيما تم فتح تحقيق في الحادث من طرف الدرك الملكي. ذات المصادر، أكدت أن وتيرة البناء العشوائى تسير على قدم وساق خاصة في الفترة الليلية، بالجماعة يفسره ارتفاع ملحوظ للأثمنة، وبدوار الجديد تحديدا. ويصادف هذا التناسل ارتفاع أثمنة بيع « البراريك » التي تتراوح ما بين أربعة وستة ملايين سنتيم، بعد أن يقوم صاحب البراكة بتقسيمها، وبيعها، مع تقديم ضمانات لصاحبها كالحصول على وثائق إدارية كشهادة السكنى، تثبت أن القاطن الجديد، له الحق في الاستفادة من بقع في إطار المشاريع السكنية المدشنة حديثا. هذه الوتيرة وعمليات التقسيم لم تسلم منها حتى المساحات الأرضية غير بعيدة عن المقبرة، حيث أوضحت نفس المصادر أن « شهية » السماسرة، وتزايد الطلب على اقتناء براريك، قد تطال هذه الأماكن، في حالة استمرار الوضع الحالي. وفيما نفى عدد من المسؤولين المحليين أي دور أو تواطئ لهم في هذه الأحداث، لم تخف فعاليات جمعوية محلية بالجماعة، قلقها من التسيب، واستمرار عمليات البيع داخل الدوار، دون رقيب أو حسيب. ويمكن للزائر لمشارف دواوير الجماعة، الوقوف على هذه الخروقات، في غياب شبه كلي للسلطات المحلية في الحد من هذا النزيف الذي استعر مباشرة التدشينات الملكية، وتزايد آمال المقيمين سواء منهم الذي تم إحصاؤهم في السابق أو الملتحقين الجدد بالدوار من امكانيةالاستفادة من بقع أرضية، في المشاريع السكنية الرامية إلى القضاء على السكن غير اللائق بالجماعة. ويهم البرنامج السكني الجديد الشروع في إنجاز سبع عمليات لإعادة الإيواء تتوزع ما بين عمالة المحمدية (الزيتون، الفتح1، الفتح2 والمروة). هذه العمليات، التي تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 227 هكتارا بمنتوج إجمالي يصل إلى 7640 قطعة أرضية ، ستمكن من إعادة إيواء 15280 أسرة بواقع أسرتين في كل قطعة أرضية.