بعد أن قال مصطفى الخلفي، عقب انعقاد المجلس الحكومي الأخير، يوم الخميس المنصرم، إنه "إذا لم يعد الأساتذة المتدربين لمقاعد الدراسة، بعد العطلة سيكون مستحيلا إنقاذ السنة الدراسية"، في إشارة إلى إمكانية لجوء الحكومة إلى إعلان سنة بيضاء في كل مراكز التربية والتكوين بكل جهات المملكة، أكدت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، أمس الاثنين، عزمهما مواصلة الاحتجاج إلى حين إسقاط مرسومي وزارة التربية الوطنية، وذلك بعد أيام من تحذير الحكومة للأساتذة المتدربين بسنة بيضاء إذا لم يعودوا إلى قاعات التدريس. وقال أعضاء التنسيقية، في ندوة بالرباط، إنه "إذا كانت الحكومة تهدد، نحن لا نهدد، نحن نناضل، وننزل للميدان، وإذا كانت الحكومة تهدد بسنة بيضاء فنحن سنبصم لها على سنة سوداء"، مشيرين الى أنهم "لم يلمسوا إرادة صادقة من الحكومة في فتح حوار جدي معهم"، مؤكدين أنهم على أتم استعداد لأي حوار "جدي ومسؤول" بمشاركة جميع الأطراف المعنية بملف الأساتذة المتدربين.
ورفض الأساتذة المتدربون المقاطعون للدراسة منذ شهر أكتوبر الماضي عرض حكومي يقضي بتوظيفهم على دفعتين مقابل إنهاء حركتهم الاحتجاجية الهادفة إلى إلغاء مرسومين وزاريين يتعلقان بفصل التكوين عن التوظيف و تخفيض المنحة الشهرية. و حسب مصادر صحفية فقد إتخذ المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بعد مشاورات إستمرت عدة أيام قراره النهائي بعدم قبول العرض الحكومي الذي قدم لهم عبر والي جهة الرباط مساء يوم السبت عشية المسيرة الاحتجاجية الوطنية الثالثة التي نظمت بالعاصمة الرباط. و قد نقلت وسائل اعلام الخميس الماضي عن عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بلال اليسيفي انهم اتفقوا على "عدم قبولهم العرض الحكومي" حيث يشترطون "لوقف المقاطعة و العودة إلى مقاعد الدراسة" اعتبار فوجهم (10 آلاف أستاذ متدرب) "غير معني بالمرسومين المتعلقين بفصل التكوين عن التوظيف و تقليص المنحة إلى حوالي النصف" مشددا على أن مطلبهم الرئيسي يتمثل في "توظيف فوجهم دفعة واحدة و ليس على دفعتين" كما جاء في العرض الحكومي. و صرح العضو في التنسيقية عادل العادلي انه "في حال حل المشكل المرتبط بفوجنا و تمت الاستجابة الى مطلب توظيف هذا الفوج دفعة واحدة (…) فذلك يعني فقط وقف مقاطعتنا للتكوين حيث سنستمر في أشكال نضالية أخرى حتى إسقاط المرسومين" مضيفا ان "رفض المرسومين هو مبدأ لن نتنازل عنه من منطلق اعتبارنا لهما خطرا على التعليم". و يبلغ عدد الأساتذة المتدربين المسجلين حاليا بمختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين و عددها 41 مركزا 10 آلاف أستاذ. وصرح عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين محمد بلحرش أن التنسيقية سطرت "برنامجا نضاليا بعد نجاح المسيرة الاحتجاجية" بهدف "الضغط على الحكومة" لسحب المرسومين الوزاريين. ودخل الأساتذة المتدربون في مختلف مراكز التكوين منذ بداية السنة الدراسية في شهر أكتوبر الماضي في احتجاجات من أجل إلغاء مرسومين أصدرتهما وزارة التربية الوطنية حيث يقاطعون الدروس النظرية والتطبيقية منذ ذلك التاريخ. و يتعلق المرسوم الأول بفصل التكوين عن التوظيف في سلك الوظيفة العمومية حيث أصبح لزاما مع هذا المرسوم أن يجتاز المتدربون مسابقة لولوج أسلاك الوظيفة العمومية بدل الإدماج المباشر الذي كان معمولا به في السابق، فيما يتعلق المرسوم الثاني، الذي يطالب الأساتذة بإلغائه، بتخفيض منحة المتدربين من 2450 درهما في الشهر إلى 1200 درهم. تصوير محمد العدلاني