فرح،دموع،سعادة،حزن،أحلام،بكاء،اندهاش،ترقب.كلها أحاسيس جياشة،فاحت بها ورود في مقتبل العمرعلى خشبة مسرح "ذوفويس"ليلة السبت 30 يناير 2016 ،كسرت الدنيا ،تولدت معها حديقة زاهية الألوان. هم فنانون صغار بأجسام صغيرة ونحيلة،لكن بأحاسيس راقية،لا نلمسها عند المطربين الكبار،تفاعلت معها أفئدتنا وقلوبنا،قبل أن تتمكن من إختراق دواخلنا بدرجة القوة ،إتهزت لها نبرات وأوتار مسامعنا. إنه عرس الصوت والكلمة الراقية والحضور الملائكي ،أعطى لخشبة المسرح إحتفالية ولا في الأحلام،أنستنا الى درجة كبيرة الطابع التنافسي الذي يميز عادة برنامج "ذوفويس". كانت عجلة الزمن مصممة على إرجاعنا الى الوراء بعض الشيء،عندما وقف على خشبة المسرح الطفل أيمن الفلسطيني،الذي إخترق الحدود وتحدى العراقيل وأصوات القنابل والبنادق.وتسلل من الخيمة التي يقيم فيها رفقة عائلته بإحدى المخيمات بلبنان.فالتاريخ أعاد نفسه.وربما ستتكرر معجزة عساف القادم من غزة الذي اصبح نجم النجوم،ومن يدري؟. نحن المشاهدون الذين نتسمر كل ليلة سبت أمام التلفزيون محظوظون،لأننا نستمتع ونعيش مع الأجواء على المسرح وكذا مع الخوف والترقب اللذين ينتابان عائلات الأطفال المشاركين في الكواليس،فنتفاعل مع الإثنين وننسجم الى حد الإنفعال. صور جميلة تختارها عدسة الكاميرات بإتقان وإحترافية خارقتين، من طرف طاقم تقني قادر على تتبع أحاسيس ونظرات الأطفال المشاركين وعائلاتهم والجمهور والحكام الثلاثة الذين يبذلون قصارى جهودهم من أجل تشجيع المشاركين،مع مراعاة عواطفهم الهشة واختيار الكلمات والحركات والنظرات المناسبة لمد جسر تواصلي جد حساس وخلق توازن نفسي في حالة الإخفاق.إنها الحلقة المفقودة التي يبحث عنها هؤلاء الحكام والمشرفين على هذا البرنامج. كلمات الطفل أيمن ممثل دولة فلسطين ،ستظل راسخة في أذهاننا،حركت فينا ذاك المناضل العربي الغيور على أرضه والساعي الى التضحية من أجلها.قبل وقوفه على خشبة المسرح،أصر هذا الفنان الصغير على النبش في أفكارنا وتحريك أوجاعنا،عندما أكد بنبرة كلها ثقة على أنه فلسطيني يعيش في إحدى المخيمات في لبنان،حرم من زيارة بلده الأصلي،واختار الغناء من أجل تمثيل فلسطين والدفاع عنها،معتمدا على سلاح الصوت. أما الطفلة جوان التي سألها الحكام عن طموحها ومستقبلها،أجابت بقوة أنها تتمنى أن تكون طبيبة وضابطة لمساعدة الجيش. بالرجوع الى الجو التنافسي والعروض المباشرة ،تألق الطفل أحمد السيسي من مصر،الذي لم يتجاوز عامه السابع،عندما أدى بامتياز أغنية "دار يادار" للفنان الراحل وديع الصافي من اختيار والدته،أقنع من خلالها الحكام الثلاثة ،واختار بعد تفكير عميق الإلتحاق بفريق تامر حسني الذي اعتبر ذلك انجازا رائعا. أما الطفل زيكو الذي اختار أغنية غربية،نجا بأعجوبة ،بعدما استدار له كاظم الساهر في اخر لحظة وضمه لفريقه.أغنية "انا قلبي دليلي" لليلى مراد،كانت سببا في مرور الطفلة جوان التي انضمت الى فريق نانسي عجرم التي اختارت أيضا الطفل ايمن أمين من فلسطين. ممثلة المغرب حفصة ذات ال14 ربيعا ،مرت الى مرحلة المواجهة ،بعدما اختارها تامر حسني الى فريقه ووصف شخصيتها بالقوية.
على عكس ذلك ،لم يفلح الطفلان لازم و ابراهيم من المرور الى الدور الثاني،بعدما لم يستدر لهما اي احد من الحكام الثلاثة. فرح من مصر حفيدة الموجي، من عائلة فنية بامتياز،ابوها موزع وعازف كمان،أدت أغنية "من حب فيك ياجاري" التي لحنها جدها واستحقت إعجاب وتقدير الحكام الثلاثة الذين استداروا لها،واختارت في الاخير الإنضمام الى فريق نانسي عجرم. سرين حايك التي فاجأت كاظم الساهر وهي تؤدي أغنيته "المحكمة"،تمكنت من الإنضمام الى فريقه وبالتالي المرور الى مرحلة المواجهة. نفس الشيء بالنسبة للطفلة حلا من سوريا التي اختارت تأدية أغنية الورد لاسمهان ،مكنتها من الإنضمام لفريق نانسي عجرم. الطفلة العراقية تارة صلاح مونيكا التي أدت أغنية "حلوياحلو"، كانت اخر عنقود المرحلة ماقبل الأخيرة للعروض المباشرة، ونالت إعجاب الحكام الثلاثة الذين استداروا لها. إلا أن كاظم الساهر كان محظوظا كما قال ،ونجح في إقناعها للإنضمام إلى فريقه. حسن حليم