كم من نعيم الروح والعين وزعت نجاة رجوى خلال العرض المباشر الرابع، بعدما استطاعت باحساسها المرهف والقوي ارجاعنا الى الزمن الجميل، من خلال اغنية "ليالي الانس" للفنانة اسمهان وكذلك من خلال فستانها الاسود المذهب وتسريحة شعرها المتناغمة مع اختيارها الغنائي وابتسامتها الحلوة، فأبدعت وتألقت وغدت أميرة فوق خشبة "ذوفويسّ" وهي تؤدي اصعب الاغاني ،بمقاماتها المتنوعة.وكانت شامخة كالرياح ،تناثرت نسائمها وفاحت فلا ومسكا ،عطرا سماء المسرح الذي بدا جنانا اهتزت فراشاته ورقصت على نبرات وايقاع صوتها الشجي واعطى لادائها المتميز رونقا قل نظيره وارسلت رسائل مشفرة للمتتبعين ومعهم لجنة التحكيم الرباعية والساهرين على هذا البرنامج،لتقول للجميع ان اللقب قريب ان شاء الله. رغم ان اغنية "ليالي الانس" تتكون من مقامات جد صعبة ،فان نجاة رجوي ممثلة المملكة المغربية عرفت كيف تمسك خيوطها المتشابكة وتمكنت من تاطير لحنها الصعب وايقاعها المركب ،فكانت قفلاتها على المقاس وقرارها اكثر من صحيح وعربها كالعادة سحري،فتلاعبت بسلمها الموسيقي الملتوي. اكون جازما ان القيصر تمتع وانبهر لادائها اثناء التمارين.كيف لا وهو الذي اعترف خلال ادائها بالعرض المباشر الثالث انه كان مخطئا لما نصحها باستبدال عربا ،كانت قد استعملته بعرب ثاني من اختياره هو.لكنها تمسكت باداء عرب ثالث من صنعها،ابهر مدربها. انها نجاة رجوي الفنانة المشاكسة التي تبحث عن المشاكل باختيارها الاغاني الصعبة والمركبة ،كمال لها كاظم الساهر.هذه الفنانة التي نحبها، تمكنت من تمثيل المملكة المغربية خلال برنامج "ذوفويس" واصبحت رقما صعبا ومهما واساسيا في المعادلة،يراهن عليه الساهرون على اشهر البرامج الغنائية في العالم.دخلت المغامرة واستطاعت الاستمرار والتقدم بهدوء لافت وخطى حثيثة ،مبنية على قوة شخصيتها واحترافيتها التي راكمتها منذ سنين. فصار حلم ابنها غالي حلمها هي وحلمنا جميعا.فنعم النصيحة ياغالي ياابن الغالية التي امتعتنا وحركت ذواتنا لنصبح مدمنين على "ذوفويس" ،ننتظر بلهفة وشره مرورها ووقوفها على خشبة المسرح كل يوم سبت،نطمئن لادائها ونضع ايدينا على قلوبنا،عندما تبدا العملية الحسابية للاصوات التي لاتخضع لمنطق حسن اداء المشارك، بل لاهتمام ومشاركة الجمهور الي يستخدم الهواتف النقالة للمؤازرة. هذه المرة ،كما حصل خلال العروض المباشر الثالثة، كان قرار الجمهور حاسما لمنح ممثلة المملكة المغربية نسبة عالية من الاصوات ،وتكون اول المتاهلين لدور النصف النهائي عن فريق كاظم الساهر الذي وقف منبهرا للاداء الرائع وقال لها "اديت احسن من البروفا. تلاعبت بالبياتي والنهاوندي وادخلت الفرحة لقلوب الناس". العرض المباشر الرابع من برنامج "ذوفويس" في موسمه الثاني ،الذي يبث على قنوات MBC ويتابعه ازيد من 150 مليون مشاهد، بالاضافة الى تأهل نجاة رجوي عن فريق كاظم الساهر، بعدما حصلت على اعلى الاصوات،فيما اختار القيصر كرستين سعيد.من فريق شيرين عبد الوهاب ،كانت نسبة اعلى الاصوات من نصيب غسان بنبراهيم،وتم اختيار المشاركة نداء شرارة.اما علي يوسف من فريق عاصي الحلاني فتاهل الى الدور الموالي ،عندما حصل على نسبة اعلى الاصوات،فيما بقي المشارك عمر دين. وخرجت نسرين بن قاقة ،وكانت من اكبر المفاجات. الفريق الرابع حصل فيه حمزة الفضلاوي على اعلى الاصوات ،واختار صابر الرباعي عبود مرمدا. العرض المباشر الرابع من برنامج"ذوفويس" ابتدأ بمقام الصبا الذي يعبر عن الحزن. أعطاه أعضاء لجنة التحكيم نكهة سياسية، عندما تحدث كل واحد منهم عن الوضع الصعب الذي يعيشه الوطن العربي والضربات الارهابية التي هزت كيانه والتصريحات العنصرية من طر بعض الغربيين. الشيء الذي اخرج البرنامج من اطاره الفني ليرسل رسائل الحب والحنان والسلم والسلام. لان الاسلام دين محبة واخاء وهدف البرنامج هو التربية على الذوق والتاخي. " الحياة وجدت لكي ننطلق" كما قال القيصر. حسن حليم