بعدما قضى 19 سنة وهو يدرس مادة اللغة العربية بإحدى المدارس الابتدائية بطنجة، صار يفترش الأرض بدون مأوى، حين تم العثور عليه وسط مجموعة من المشردين، يحتمون بساحة مسجد محمد الخامس بطنجة، في مواجهة قساوة البرد والمجتمع. المعني بالأمر، اكتشفته جمعية القلوب الرحيمة بطنجة، خلال جولات فرقها الليلية لتفقد أحوال المشردين، وتقديم المساعدة لهم، حين كان ينام في العراء بين مجموعة أخرى من مختلف الأعمار، لكل واحد منهم قصته مع التشرد. وكان هذا المعلم، قد انقطع عن التدريس بتاريخ 28 أبريل 1977، بسبب إصابته بأزمة نفسية، نتيجة ظروفه الاجتماعية والعائلية، بعدما عمل لمدة سنوات بمدينة الحسيمة، قبل أن ينتقل لطنجة، ويواصل عمله إلى أن صار يتجول بالمدينة بدون مأوى. وكانت مبادرة جمعية القلوب الرحيمة، التي تهتم بالأشخاص المشردين، وتنظم قوافل تضامنية لمساعدتهم على مواجهة أجواء فصل الشتاء، مناسبة لتسليط الضوء على الحالة التي يعيشها هذا المعلم، بعد سنوات من التدريس، إلى سنوات من التشرد، حين وجد صعوبة في العودة إلى عمله من جديد، ولم يجد من يساعده على التغلب على مرضه، قبل أن يستسلم لغدر الزمان، ويفترش الأرض وهو في سن ما فوق الستين، في انتظار فرج الله. محمد كويمن