كان ينام في العراء، بعدما فقد إحساسه بما يجري حوله، قبل أن تسلط عليه الأضواء، حين وقفت على حالته إحدى الجمعيات المهتمة بالأشخاص، الذين يتخذون الشارع مأوى لهم في غياب أي اهتمام بأوضاعهم من قبل الجهات المسؤولة بطنجة. الصور، التي نشرتها حسناء ازواغ، رئيسة جمعية القلوب الرحيمة بطنجة، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، كانت بشعة، كما وصفتها أزواغ، وهي تتحدث عن عثورها بعد منتصف ليلة أول أمس، على "انسان معاق مقطوع الرجلين أكله مرض السرطان والتعفن والاهمال والنسيان والضياع والوجع والمرض والادمان و…". رئيسة الجمعية تقول بأن المعني بالأمر، كان "مرميا في العراء تحت الامطار وسط الحديقة المقابلة لمسجد ( السوريين ) بطنجة "، وفي كل الخرجات الليلة، التي تنظمها الجمعية، يتم تقديم له الغطاء والاكل, لكنه يبقى عرضة للسرقة ولقمة سهلة من طرف خفافيش الظلام"، حسب نفس المتحدثة . هذه الحالة تستدعي مجهودات جبارة تبقى كبيرة فوق كل طاقاتنا, تضيف أزواغ، لكن ذلك لن يمنع من الاستمرار في طرق كل الابواب لأجل انقاذه قبل فوات الاوان ". وكانت صور لمجموعة من الأطفال والمسنين يفترشون الأرض بأماكن متفرقة بالمدينة، ويعانون من قساوة البرد، قد أثارت العديد من ردود الفعل حول مدى اهتمام السلطات المحلية والمنتخبة، بهذه الحالات الانسانية، حين صارت طنجة وسط أوراشها الكبرى، تفتقد للمشاريع الاجتماعية، أمام ما تشهده المدينة من استفحال ظاهرة التشرد في غياب مراكز الاستقبال والإيواء لتقديم المساعدة لذوي الحاجة، خاصة في موسم البرد. محمد كويمن