في خطوة خطيرة، تم استغلالها بشكل فاضح من طرف انفصاليي الداخل وأعداء الوحدة الترابية الوطنية، أقدمت مجموعة من الشباب على اقتحام المقر الرئيسي للمجمع الشريف للفوسفاط، للمطالبة بالتوظيف المباشر. وفيما قطع المغرب مع عهد هذا الشكل من التوظيف، ودخل مرحلة «الاستحقاق والكفاءة»، إلا أن حوالي 19 شابا كان لهم رأي آخر، وانتظموا صباح أول أمس الأربعاء بالمقر الرئيسي للمجمع مرددين الشعارات المطالبة بالتوظيف المباشر. ورغم طبيعة هذه الشعارات «حقنا الشرعي والتاريخي» التي طرحت أكثر من علامة استفهام، وكأن المغاربة القاطنين في الأقاليم الجنوبية لهم حقوق أكثر من إخوانهم بالمناطق الشمالية، إلا أنه تم احترام حرية هؤلاء الشباب في الاحتجاج، يروي شاهد عيان ل«أحدث أنفو» مؤكدا أنه لم يتعرض أحد للمحتجين. لكن الأمور ستأخذ أبعادا خطيرة، عندما قام المحتجون المحسوبون على تنسيقية مايسمى بأبناء وأرامل متقاعدي فوسبوكراع ضدا على القوانين باقتحام المقر الرئيسي للمجمع، لتتدخل القوات العمومية التي قامت بتفريق المحتجين وإخراجهم من المقر في احترام تام للقوانين، يضيف شاهد العيان مسجلا تعامل القوات العمومية بطريقة لائقة وحضارية. وبغض النظر عما إذا كانت هذه المطالب مشروعة أم لا، يضيف المصدر، إلا أن بصمة انفصاليي الداخل وأعداء الوحدة الترابية بدت واضحة، إذ بعد حوالي 15 دقيقة عن عملية الاقتحام، سرعان ما امتلأت المواقع الإلكترونية المحسوبة على الانفصاليين وبعض المنظمات المعروفة بمعاداة الوحدة الترابية،الإسكندنافية منها بالخصوص بفيديوهات وتقارير تصور الأمر وكأنه يتعلق بعملية قمع، مرددة مغالطات أسطوانتها المشروخة بأن المغرب يقوم «بنهب خيرات الصحراء» والحال أنه تم تفرقة محتجين تجاوزوا حدود الاحتجاج إلى اقتحام مؤسسة ضدا على كل القوانين. إضافة لذلك، يوضح المصدر ذاته، أنه بالرجوع إلى الكلمة التي سبق أن ألقاها مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط بيد يدي جلالة الملك محمد السادس، خلال زيارته الأخيرة لمدينة العيون، كان التراب واضحا، إذ أعلن عن تشغيل2500 شاب منحدر من الأقاليم الجنوبية في إطار مخطط تنمية فوسبوكراع، يتابع المصدر، مضيفا بأن المجمع شرع في المرحلة الأولى من العملية ويباشر منذ شهر دجنبر الماضي في عملية لانتقاء 500 شاب من ذوي التخصصات التقنية والصناعية والعلمية وفق احتياجات المجمع، وذلك في كامل شروط الشفافية واحترام الكفاءة، إلا أن الأمر الذي لم يرق للشباب ال19 المحتجين لأن أغلبهم يحمل شهادات ذات طبيعة أدبية، يكشف المصدر، مختتما بالقول «إن المغاربة سواسية ولا فرق بين قاطني الجنوب والشمال، ومن يريد التوظيف فليشمر على ساعديه».