غصت ساحة المسيرة بإمينتانوت عشية يوم الأحد، بالمئات من سكان المنطقة الذين ضربوا موعد يوم الأحد 17 يناير يوما للتنديد بالوضع الصحي الكارثي الذي تعرفه إمينتانوت، جراء تعثر أشغال بناء مستشفى محلي، كان الإعلان عن قرب ميلاده ثمرة سنوات من الاحتجاج. المحتجون الذين قدرت أعدادهم بنحو 400 شخص من مختلف الأطياف والأعمار، تتقدمهم فعاليات جمعوية وحقوقية، استجابوا للنداء الذي أطلقته تنسيقية محلية مشكلة من فعاليات المنطقة في وقفة احتجاجية حاشدة، يجمعها التذمر والاستياء من التهميش الذي تعيشه إمينتانوت، وما يعتبرونه استخفافا بمعاناتهم وحرقتهم من غياب مؤسسة استشفائية تلبي حاجيات عشرات الآلاف من سكان إمينتانوت ومئات القرى والمداشر الجبلية المتاخمة والمفتقرة لأبسط ضروريات الحياة. حناجر المحتجين صدحت لأزيد من ثلاث ساعات بشعارات أمازيغية وعربية، تتوحد في توجيه رسائل واضحة لمن يهمه الأمر، مفادها أن السكان ضاقوا ذرعا من التسويفات والمماطلات وسياسة الآذان الصماء التي تقابل بها مطالبهم المشروعة في توفير الحد الأدنى من البنيات والتجهيزات للولوج للخدمات الصحية بالشكل الذي يصون كرامة ساكنة المنطقة. وحمل المحتجون الجهات المسؤولة كامل المسؤولية لما بلغه وضعهم بعد أن نفد صبرهم وضاقوا ذرعا في ظل وجود مركز صحي وحيد مثير للجدل، وظل طيلة السنوات الأخيرة محط سخط وغضب، مطالبين بالتعجيل بإخراج المستشفى المحلي الذي وعدت به سلطات شيشاوة منذ سنوات، وإحداث الديمومة بالمركز الصحي الحالي، وتوفير البنيات والتجهيزات الضرورية والموارد البشرية الطبية والشبه الطبية الكافية، وتعزيز أسطول سيارات الإسعاف بالشكل الذي يقطع مع فصول المعاناة التي تتجرع مرارتها الساكنة الفقيرة، وتمحو مشاهد مأساوية عن وفاة مرضى وحوامل خارج أسوار المركز الصحي أو في الطريق لمستشفيات أخرى. وكانت السلطات الإقليمية قد سارعت للحيلولة دون تنظيم وقفة إمينتانوت بتشكيل لجنة يترأسها المدير الجهوي للصحة بمراكش والمندوب الإقليمي للصحة بشيشاوة ومسؤولين إقليميين ومحليين وبعض الوجوه السياسية، حلت بعين المكان 48 ساعة قبل موعد الوقفة، تكللت بالإعلان عن الشروع في العمل بخدمة الديمومة بالمركز الصحي بإمنتانوت، بدء من الأحد وزيارة ميدانية لانتقاء البقعة الأرضية التي سيشيد عليها مستشفى محلي، غير أن الجهات الداعية للوقفة الاحتجاجية لم تول هذه التحركات أي اهتمام يذكر، وقررت مواصلة نضالاتها المخطط لها سلفا بما في ذلك الإعداد لمسيرة اختار لها المنظمون يوم 31 يناير. واعتبرت بعض فعاليات إمينتانوت تحركات الجهات المسؤولة في آخر لحظة، مفتقدة للمصداقية اللازمة، كما حذرت الفعاليات ذاتها من محاولات بعض الهيئات السياسية الركوب على قضية ومعاناة فئات عريضة من المهمشين والمحرومين لغايات سياسوية ضيقة لم تعد تجدي نفعا. ع ش