يعتصم العشرات من الشباب منذ مساء الخمس الماضي 7 أبريل بالمركز الصحي بإمينتانوت مطالبين بتحسين ظروف استقبال وتطبيب المواطنين بهذه المدينة الجبلية، ونصب هؤلاء أمس الأحد خيمة ويرددون شعارات من حين لآخر. وحسب مصدر من عين المكان، يلح هؤلاء على مجيء عامل إقليم شيشاوة شخصيا للتحاور معهم في أفق وضع حد للوضعية الكارثية التي يعيشها المركز وفك الاعتصام، في الوقت الذي زارهم رئيس مديرية الاستعلامات العامة مبعوثا من العامل دون جدوى. وتتصدر لائحة مطالب الشباب إنشاء مستشفى محلي متعدد الاختصاصات يتناسب مع عدد الساكنة الذي يزداد يوما بعد يوم، وتوفير أطباء وممرضين وسيارات إسعاف بالقدر الكافي. وأضافت مصادر ''التجديد'' أن الذي أفاض الكأس وجعل شباب المدينة لا يحتملون الانتظار هو موت امرأة أمام المركز الصحي، أرجعه المعتصمون إلى ''اللامبالاة والإهمال من قبل المسؤولين''. ويقود الاعتصام المذكور حركة ''إمينتانوت من أجل التغيير''، والتي قال أحد أعضائها في تصريح ل ''التجديد'' أن الحركة الاحتجاجية تأتي في ظل الأوضاع المزرية التي تتخبط فيها المؤسسة المسماة ''المركز الصحي'' والمتمثلة أساسا في فشل السياسة الممنهجة في تسيير القطاع الصحي وكذا النقص الحاد في الطواقم الطبية وعدم كفاءة الموجودين وضعف التجهيزات الضرورية مما يدفع بالمواطن للتنقل إلى مدن أخرى من أجل العلاج وبالخصوص النساء الحوامل. وذكرت مصادر أخرى أن الاعتصام سبقته وقفة احتجاجية أمام المركز الصحي صباحا نددت بما آل إليه الوضع الصحي بالمدينة وشاب هذه الوقفة السلمية مجموعة من المضايقات واستفزازات المحتجين والمرضى، وتوجت هذه الوقفة بمسيرة جابت مرافق المركز الصحي وكذا شوارع المدينة رفعت خلالها شعارات من أجل تغيير الأوضاع الهشة للمدينة بصفة عامة والوضع الصحي المتردي على الخصوص. وأعلن بيان المحتجين تضامنهم المبدئي واللامشروط مع عائلة السيدة المتوفاة والمسماة ''زهرة''، ومع جميع ضحايا الإهمال والتهميش في المركز الصحي، ومع الذين تعرضوا للمضايقات.