ذكرت جريدة "الأحداث المغربية" في عددها الصادر الخميس 14 يناير أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وقع يوم الخامس من شهر يناير الجاري مرسوما رئاسيا يقضي بتوشيح عبد اللطيف الحموشي المدير العام لمديرية الأمن الوطني والمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني بوسام الشرف من درجة ضابط، وهو ثاني وسام فرنسي للحموشي بعد وسام أول سبق للرئيس السابق نيكولا ساركوزي أن منحه إياه وسام جوقة الشرف من درجة فارس، وبعد وسام رفيع آخر منحته إياه المملكة الإسبانية اعترافا من فرنسا وإسبانيا بالدور الحاسم والكبير الذي يلعبه الأمن المغربي في محاربة الإرهاب على المستوى الدولي وخصوصا في أوربا توشيح الحموشي الذي أعلنته فرنسا في وقت سابق يكرس المكانة التي يحتلها الرجل بين أقرانه في الدول الأوربية الكبرى، ويكرس مكانة الأمن المغربي والاعتراف بنجاعة الطريقة الاستباقية في محاربة الإرهاب، مثلما يعترف ببصمات الرجل الواضحة في المجال، هو الذي استطاع على امتداد السنوات العشر التي أمضاها على رأس المخابرات المدنية المغربية (مديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا باسم الدي إس تي) أن يؤهل هاته المخابرات وأن يضع بصمات واضحة له ولرجاله على تدبير المعلومة الأمنية، وعلى حماية الاستقرار في المغرب وكذا تقديم المعلومة المفيدة لأصدقاء المملكة في الحرب المشتركة على داء العصر أي الإرهاب الدولي تألق جعل الحموشي يحظى بالثقة الملكية، ويوضع على رأس القطب الأمني في المغرب من خلال تعيينه في ماي الماضي على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، وهو ما رأى فيه المتتبعون توحيدا لعمل جهازين متكاملين تحت رؤية واحدة تعتمد المنهج الاستباقي، والاستفادة الفورية من المعلومة الأمنية المتوفرة، وكذا توظيف الطاقات المتميزة المتوفرة لجهاز المخابرات المدنية المغربية توظيفا عقلانيا يعترف بكفاءتها ويفيد البلد ويفيد أصدقاءه من التجربة التي راكمتها إسم الحموشي قفز إلى مقدمة الأحداث الدولية بعد أن استطاع المغرب في هجمات الثالث عشر من نونبر الماضي التي هزت باريس وحبست أنفاس العالم أن يضع يده على خيط رفيع منحه للفرنسيين، مكنهم من تحديد مكان الإرهابي البلجيكي عبد الحميد أباعوض، ومكن فرنسا من تفادي عملية انتحارية خطيرة كان أباعوض يهيء لها بعد ضربة الباتاكلان وملعب فرنسا الكبير، كانت تستهدف الحي الاقتصادي في العاصمة الفرنسية باريس "لاديفونس". تعاون فوت على داعش ضرب الاقتصاد الفرنسي في مقتل، وجعل الجمهورية كلها تعترف في لحظة توتر قصوى مثل تلك التي أعقبت هجمات الثالث عشر من نونبر بقيمة التعاون المغربي، وبفائدته الكبرى لها قيمة تكرست على امتداد سنوات داخل المغرب وخارجه، عكستها أرقام جد دالة عن حصيلة العمل الأمني الاستباقي في البلد ضد الإرهاب خير تسجيد لها تفكيك 29 خلية إرهابية منذ 2013 وإلى الآن، وضبط وحجز أسلحة متنوعة ومواد صالحة لصنع متفجرات وضبط لشبكات المقاتلين العائدين من مناطق التوتر وغيرها من الإنجازات التي أصبح الأمن المغربي يتواصل حولها في إطار حرب المعلومة والإعلام التي يخوضها هو وأمن الدول الأخرى ضد الإرهاب العالمي.