اعتبر المخرج السينمائي المغربي خالد سلي أن ما تزخر به الجهة الشرقية من "مناظر" طبيعية يؤهلها لأن تصبح "بلاطو" لتصوير جميع أنواع الأفلام السينمائية. وقال السينمائي الوجدي، إن العديد من المخرجين السينمائيين المنحدرين من الجهة الشرقية باتوا يفكرون في برمجة مشاريعهم السينمائية بالجهة بفضل ما "ما تتوفر عليه من لوحات طبيعية تصلح لأن تشكل فضاءات للتصوير". ويرى سلي أن أهم إنجاز ينتظره شباب الجهة الشغوف بالسينما من أجل الارتقاء بهذا الفن ومأسسة التعامل معه، هو تشييد معهد عال متخصص في السينما بمواصفات عالمية يستفيد منه تلاميذ المؤسسات التعليمية، في أفق إحداث شعب جديدة للطلبة بعد الباكالوريا تمكنهم من ولوج عالم الفن السابع من باب التكوين الأكاديمي. وأضاف، في السياق ذاته، أن العمل على توفير قاعة سينمائية بمواصفات عصرية بمدينة وجدة، على غرار بعض المدن المغربية، أصبح أمرا ملحا، خاصة وأن المدينة باتت تتوفر على منشآت ثقافية عالية الجودة كمسرح محمد السادس وبعض المركبات الثقافية. وقام السينمائي الوجدي خالد سلي بإخراج ثلاثة أفلام سينمائية هي "هدر" و"الخاوا" و"الصمت الكبير". وهي الأفلام التي حصدت جوائز عديدة. وشأنه شأن الكثير من السينمائيين في المغرب، كانت الأندية السينمائية بالجهة الشرقية المحطة الأولى التي تعرف فيها سلي على أبجديات السينما، وهي النوادي التي كانت تضم نخبة من المثقفين والمولعين بالسينما الذين كانوا يجتمعون لمشاهدة الأفلام وتحليلها ومناقشتها. وتشهد مدينة وجدة، في أبريل من كل عام، تنظيم مهرجان الفيلم المغاربي، الذي يطفئ هذه السنة شمعته الخامسة، بإشراف من جمعية "سيني مغرب"، التي يترأسها خالد سلي. وقال سلي إن المهرجان يسير بخطى ثابتة وحثيثة نحو بناء قاعدة سينمائية صلبة بالجهة الشرقية، معتبرا أن هذا الحدث السينمائي يعد بمثابة رهان ثقافي أعاد السينمائيين الوجديين الذين غادروا وجدة إلى مدينتهم. كما ساهمت هذه التظاهرة السينمائية، بحسب المتحدث، في تشجيع شباب الجهة على التوجه نحو مهن السينما ودراستها في المعاهد المختصة داخل المغرب وخارجه. وفي سياق متصل، اعتبر سلي أنه "من السابق لأوانه الحديث عن سينما مغربية، برغم وفرة الإنتاج السينمائي الذي لا يقدم مؤشرات على أن الأفلام المغربية وجدت لنفسها هوية خاصة". وقال "هناك تراكم في الإنتاج وحركية سينمائية في المغرب، لكن من السابق لأوانه الحديث عن سينما مغربية، وأنا أميل للحديث عن أفلام مغربية لأن وفرة الإنتاج لا يمكن أن تمنحنا أية دلالات على أن السينما المغربية وجدت لنفسها تلك الهوية التي نستحضر بها موروثنا الثقافي". وأوضح أن هناك سينمائيين مغاربة ينتجون أفلاما جيدة، ومنهم مخرجون مميزون يحصدون الجوائز في الكثير من المهرجانات، غير أن لكل منهم توجهه الخاص ورؤيته السينمائية الفريدة التي يكتب بها أفلامه.