شكلت سنة 2015 محطة متميزة في المسار الذي ينخرط فيه المكتب الوطني للمطارات وذلك من خلال سلسلة من الخطوات الهامة الرامية إلى النهوض بمستوى جودة خدمات المنشآت المطارية ودعم الآليات الكفيلة بتحقيق سلامة وأمن الملاحة الجوية والطيران المدني. وقد تميزت هذه السنة على الخصوص بانعقاد الدورة 53 للمجلس الإداري والندوة الجهوية للمجلس الدولي للمطارات- جهة إفريقيا، كموعد سنوي حاول من خلاله صناع القرار بالمطارات الافريقية الممثلين لأكثر من 20 بلدا افريقيا التأكيد على مدى أهمية التعاون والعمل المشترك لتحسين خدمات المطارات إسهاما في رفع التحديات الكبرى التي يواجهها القطاع. ومما ميز هذا الملتقى الدولي تجديد اختيار هيأة المجلس الإداري لمدينة الدارالبيضاء كمقر للمجلس الدولي للمطارات جهة إفريقيا لعشر سنوات إضافية. وبالموازاة مع ذلك تم بحضور ثلة من الخبراء والمختصين الدوليين في مجال النقل الجوي والطيران المدني تدارس امكانية تحرير قطاع النقل الجوي بإفريقيا فضلا عن سبل تحقيق طيران آمن ومستدام بمختلف أرجاء القارة السمراء. وعلى هامش فعاليات تلك الدورة عقد المكتب الوطني للمطارات سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الهيئات المسيرة للمطارات الإفريقية، توجت بإبرام اتفاقيتين للتعاون مع كل من هيأة تسيير "مطارات السينغال" و"شركة مطارات لومي طوكان" المسيرة لمطارات الطوغو، وذلك من أجل العمل سويا على تطوير مراكز لوجستيكية للشحن الجوي مع التفكير في خلق مدن مطارية وتطوير صناعات للطيران بمحاداة المطارات مما سيساعد على تنمية المداخيل التجارية من جهة وتثمين الوعاء العقاري من جهة أخرى. وضمن نفس التوجه وقع زهير محمد العوفير المدير العام للمكتب الوطني للمطارات والكولونيل داودة دومبيل الرئيس المدير العام لمطارات مالي على بروتوكول اتفاق للتعاون تم بموجبه تحديد آليات التعاون المثمر بين الطرفين في مجال تدبير المطارات حيث وضع المكتب الوطني للمطارات رهن إشارة نظيره المالي تجربته وخبراته في مختلف الميادين المرتبطة بتدبير الأنشطة المطارية، والسلامة وتطوير البنيات الأساسية المطارية مرورا بالتكوين واستعمال التكنولوجيات الحديثة في تسيير المطارات. كما شهدت هذه السنة احتضان أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني لندوة علمية من تنظيم المكتب الوطني للمطارات والهيئة العربية للطيران المدني بتعاون مع القوات الملكية الجوية وذلك حول عمليات البحث والإنقاذ في مجال الطيران المدني، حيث شكل هذا اللقاء فرصة سانحة أمام ممثلي مختلف الهيئات الدولية للطيران المدني لبحث شروط سلامة الطيران والاستعمال المرن للفضاء الجوي، ولتجسيد هذا المبتغى توج هذا الملتقى الدولي بإجراء تمرين ميداني بعرض المياه البحرية لمدينة الدارالبيضاء بمشاركة مختلف الهيئات المدنية والعسكرية المعنية على المستوى الوطني. وسيرا على هذا المنهاج جعل المكتب من مطار محمد الخامس قبلة لاكتشاف آخر مستجدات المعرض الدولي لطيران رجال الاعمال الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف اتحاد الطيران الخاص بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبشراكة مع المديرية العامة للطيران المدني التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، حيث تميزت هذه الدورة الأولى من نوعها بمشاركة 57 عارضا من الفاعلين الدوليين في مجال الطيران الخاص وطيران رجال الاعمال، من شركات للطيران ومقاولات مختصة في صناعة الطائرات وخدمات الصيانة والإسناد وغيرها من المقاولات ذات الصلة بهذا القطاع. وإسهاما في الرفع من الطاقة الاستيعابية للمجال الجوي لمطار مراكش لمنارة بتقليص المسافات الفاصلة بين الطائرات أثناء فترات الاقتراب والهبوط فقد تم الشروع في تشغيل مركز جديد لمراقبة حركة الطيران بالفضاء الجوي الملحق بهذا المطار وذلك بواسطة رادار القرب الذي سيمكن المراقبين الجويين في مرحلته التجريبية، من المعاينة الدقيقة والمتواصلة لجميع حركة الطائرات المتوجهة نحو المطار للهبوط. وفي ظل الاستراتيجية العامة المعتمدة من طرف المكتب الوطني للمطارات فقد تمكن مطار فاس سايس من الحصول على شهادة للجودة 18001 نسخة 2007 في مجال الصحة والسلامة في محيط العمل، وذلك بناء على عملية افتحاص خضع لها المطار المذكور من طرف مكتب استشاري مختص، كما حصل المكتب على شهادة أخرى من طرف وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، مكافأة على مجهوداته ومشاركته الفاعلة في أنشطة برنامج التدبير البيئي السليم والتخلص من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور بالمغرب. وعلى الصعيد الدولي فقد انخرط المكتب الوطني للمطارات بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة في منتدى الطيران "كونيكت" المقام بإيرلندا، لتعزيز ما تحقق من مكتسبات ضمن فعاليات دورة 2014 المنظمة لأول مرة خارج أوروبا بمدينة مراكش، حيث شكلت هذه الدورة في نسختها 11 فرصة سانحة لتثمين علاقات التعاون وتعزيز الربط الجوي بين مختلف الدول المشاركة. كما شارك المكتب الوطني للمطارات، بمدينة برشلونة بإسبانيا في فعاليات المعرض الدولي للوجستيك والمناولة 2015 الذي خصص للكشف عن طبيعة الأنشطة اللوجيستيكية بكل من إسبانيا، وجنوب أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. وكانت المشاركة المغربية مناسبة للتعريف بالأنشطة والخدمات التي يقدمها المكتب وباستراتيجيته المعتمدة لتطوير عمليات الشحن الجوي. وأبرم المكتب في نهاية هذه السنة بروتوكول اتفاق مع مجموعة مطارات باريس اسهاما في مقاربة لترسيخ علاقات التعاون القائمة بين المغرب وفرنسا في مجال استغلال المطارات، حيث حدد من خلاله الإطار العام وآليات التعاون بين هاتين المؤسستين وكذا لتحديد الوسائل الضرورية الكفيلة ببلوغ الأهداف المرجوة وضمان استمراريتها. ويراهن المكتب الوطني للمطارات من خلال هذه الخطوات والتدابير الميدانية على تعزيز شبكته المكونة من 25 مطارا، منها 18 مطارا دوليا، بنماذج مطارية اقتصادية ناجعة وتنفيذ المزيد من المشاريع الكبرى مع العمل على تطوير البنيات التحتية للمطارات والمدن المطارية والمراكز اللوجستيكية المتعلقة بالشحن الجوي. كما يتطلع المكتب إلى تخطي المنجزات التي حققها في السنة الجارية حيث تجاوز عدد المسافرين الذين استقبلتهم مطارات المملكة برسم سنة 2014 ما مجموعه 17 مليون مسافرا قادمين من مختلف الوجهات الداخلية والدولية فضلا عن عمليات الشحن الجوي التي فاق حجمها 54 ألف طن.