في 17 نونبر، وفي بداية المساء، خرج القاتل من مخبئه بين الأحراش. لمدة أربعة أيام وثلاث ليال، عاش أباعوض كمتشرد بدون مأوى في منطقة مستودعات في أوبرفيي في سان دينيس. وقد أثبت فحص هاتفه النقال أنه لجأ إلى المكان ساعات فقط بعد التفجيرات القاتلة. وقد تمكنت الشرطة من الوصول لمخبئه بين الأشجار بفضل شهادة حاسمة حصلوا عليها مساء 16 نونبر. كان المحققون في الموقع متأكدين من الأمر لكنهم كانوا بحاجة لأدلة بالصور. وفي17 نونبر وبالضبط في فترة ما بعد الظهر قاموا بتركيب أجهزة كاميرا. وعلى مسافة جيدة ظلوا يراقبون الوضع. وحوالي السادسة والنصف مساءا شاهدوا رجلا يرتدي بذلة وربطة عنق يتقدم داخل الادغال. وبعد دقيقة خرج وهو يعدل ثيابه لقد كان ذلك مجرد إنذار كاذب فالرجل كان يقضي حاجته الطبيعية فقط. في الثامنة والنصف، شاهدوا امرأة شابة تقترب من الغابة، والهاتف المحمول على أذنها. تعرف المحققون على حسناء أيت بولحسن، ابنة عم أباعوض.. وبعد دقيقة خرج رجل من بين الأشجار والمرأة لا تزال هناك، وفي الثامنة و13 دقيقة، ظهر شبح رجل آخر من بين الأشجار ورغم القبعة التي كان يضعها لإخفاء وجهه فقد تمكن المحققون من التعرف على الرجل لقد كان أباعوض بالفعل. ما العمل؟ تلقى الفريق أمرا بعدم التدخل. أباعوض يرتدي سترة مغلقة وهناك مخاوف من أن تخفي حزاما ناسفا. تمشى الثلاثي من جديد قبل أن يستقلوا سيارة أجرة. كان السماح برحيلهم مقامرة، ولكن المحققين يريدون الوصول إلى شركاء محتملين. كما يخشون وجود أعضاء آخرين جاهزين لتنفيذ مزيد من التفجيرات. تم ملاحقة سيارة الأجرة التي توقفت بالأشخاص الثلاثة في شارع كوربيلون، في سانت دينيس، ودخلوا المبنى الذي اقتحمته قوات الأمن بعدها. ترجمة : هدى الأندلسي