واصلت الدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكريس البعد الاجتماعي في نشاط التظاهرة من خلال فعاليات فقرة السينما بالوصف السمعي لفائدة المكفوفين. وأتاحت الدورة لمجموعة من المكفوفين وضعاف البصر إمكانية الاستمتاع بعالم السينما الساحر عبر برمجة فيلم "جوق العميين" للمخرج محمد مفتكر، لفائدة هذه الشريحة التي بدت سعيدة باكتشاف جماليات الفن السابع، من خلال تقنية الوصف السمعي. ويتعلق الأمر بالمرة الثامنة التي تتم خلالها برمجة فقرة تجسد هوية مهرجان منشغل بتعميم حق الاستمتاع بالسينما لدى أوسع الشرائح. وقال الاعلامي رشيد الصباحي إن هذه الفقرة تجربة فريدة من نوعها تتيح لفئة المكفوفين وضعاف البصر متابعة الافلام عن طريق تقنية الوصف السمعي التي استحدثت نهاية الستينيات وبداية السبعينيات. وأوضح أن العملية تتم عن طريق ميكساج جديد للفيلم يعتمد الرواية الوصفية للمشاهد التي يغيب أو يقل فيها الحوار. وأضاف أن التجربة نوع جديد من المشاهدة، يكرس الولوج الى المعرفة عن طريق الفن السابع. فمنذ سنة 2008، أدرج المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في إطار برمجته، عروض أفلام للمكفوفين وضعاف البصر. وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها على الصعيد الإفريقي والعربي، التي استطاعت أن تستقطب إليها اهتمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وفي هذا الإطار، يستدعي المهرجان كل سنة أزيد من مائة شخص من المكفوفين وضعاف البصر من مختلف أنحاء المملكة ليعيشوا متعة سينمائية من خلال عرض أفلام تم إعدادها بتقنية الوصف السمعي. ففي سنة 2009، قام المهرجان بإعداد أول فيلم مغربي بتقنية الوصف السمعي، وهو فيلم "البحث عن زوج امرأتي" لمحمد عبد الرحمان التازي. وبعد النجاح المحقق سنة 2008، تم إعداد أفلام أخرى على نفس المنوالo ويتعلق الأمر بفيلم "للا حبي" لمحمد عبد الرحمان التازي سنة 2010، "السمفونية المغربية" لكمال كمال سنة 2011، "عود الورد" للحسن زينون سنة 2012،"العربي" لإدريس المريني سنة 2013 ثم "الطريق الى كابول" لابراهيم شكيري عام 2014. ويتكفل المهرجان بالمكفوفين وضعاف البصر المدعوين، مانحا إياهم الفرصة الوحيدة بالمغرب لمتابعة أفلام بتقنية الوصف السمعي. كما يوفر جميع الإمكانيات البشرية واللوجستيكية اللازمة لضمان استقبالهم في ظروف جيدة.