اختتمت أشغال الجمع العام لمنظمة مدن وحكومات إفريقيا، الذي تم عقده زوال أمس الأربعاء 2 دجنبر الجاري على هامش انعقاد الدورة ال7 لقمة المدن والحكومات المحلية بإفريقيا، "أفريسيتي 2015″، (اختتمت) بتجديد الثقة في عمدة داكار، خليفة صال، ومنحه ولاية ثانية على رأس المنظمة، هو الذي انتخب رئيسا لها في القمة ال6 للمنظمة بداكار في 2012. إعادة صال على رأس المنظمة جاء تتويجا لمفاوضات عسيرة ونقاشات محتدمة جمعت مختلف ممثلي المدن الإفريقية الحاضرة في أشغال القمة، التي احتضنتها جوهانيسبورغ بجنوب إفريقيا مابين 29 نونبر و 3 دجنبر 2015. وهي المفاوضات والنقاشات، التي لعب فيها الوفد المغربي، المكون من رؤساء مجالس الجماعات المنتمين لكافة الطيف الحزبي المغربي، ويقوده الوزير المنتخب في الداخلية الشرقي اضريس، دورا حاسما من خلال الدفع باتجاه ترجيح كفة المسؤولية والتعقل لأجل الوصول إلى حلول توافقية من شأنها دعم تماسك المنظمة الإفريقية وتعزيز قوتها. وقد أثمر الدور المغربي الحاسم، سواء عبر قنواته الظاهرة من قبيل اللقاءات التي عقدها أعضاء الوفد ومسؤوليه الموكل إليهم إدارة محطة "أفريسيتي2015″ مع مجموعة كبيرة من وفود الدول الإفريقية أو من خلال قنواته الخفية،والتي تمثلت في لقاءات خارجية جمعت أعضاء الوفد مع مسؤولين متعددين من جنوب إفريقيا. وهي اللقاءات التي هندس لها قياديو بعض الأحزاب المغربية وفي مقدمتها الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية. وبالفعل أتت أكلها التحركات القوية للوفد المغربي، الذي كان بمثابة الناطق الرسمي باسم جهة شمال إفريقيا بعد أن حصل على تفويض كتابي من الشقيقتين مصر وتونس طيلة انعقاد أشغال القمة. وذلك، حين إعلان صال المقررات ال4 المنبثقة عن التفاوض السري، الذي جمع أعضاء الرئاسة ما يُقارب الساعتين، ضمن أشغال الجمع العام، الذي انعقد أول أمس الأربعاء 2 دجنبر 2015، والتي همت إضافة إلى التوافق حول تجديد الثقة فيه رئيسا للمنظمة لولاية ثانية، التوافق كذلك على خلق منصب نائب للكاتب العام للمنظمة ( علما أن الكاميروني جان بيير مباسي هو الكاتب العام للمنظمة)، وعلى دعم ترشيح عمدة جوهانيسبورغ باركاس طو لرئاسة منظمة المدن والحكومات المحلية العالمية، المزمع تنظيم الانتخابات الخاصة في 2016، ثم وأخيرا، العمل على تعزيز الشفافية والحكامة في تدبير المنظمة من خلال إعادة هيكلة أجهزتها المختلفة وتطوير القوانين الأساسية المؤطرة لها، وتعزيز الحكامة في التدبير المالي والشفافية. صال، وهو يعلن المقررات الأربع، أعاد ترديد الأفكار الأساسية التي ارتكز عليها مضمون مرافعته طيلة أشغال القمة بشأن الحفاظ على تماسك المنظمة ووحدتها وتجاوز الحسابات السياسوية والخلافات السياسية خدمة لشعوب البلدان الأعضاء في المنظمة. وأكد أن التوافق الإفريقي المحقق: "هو البرهان على أن أعضاء المنظمة تحلوا بروح المسؤولية لأجل بناء تماسك المنظمة وتعزيز قوتها ومكانتها إفريقيا ودوليا. وأيضا البرهان على الرغبة في مواصلة عمل مثمر يستثمر التراكم، الذي حققته المنظمة منذ قمة داكار". علما أن ذات التوافق، وإن بشكل غير معلن، حسم بشأن مقر المنظمة، إذ كرس المكسب المغربي، بالنظر إلى وجود المقر بالرباط، من خلال جعله المحتضن الدائم لمقر المنظمة. وذلك، وفق ما صرح به رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعات، فؤاد العماري، الذي أكد أن مجموع الدول الإفريقية المشاركة في القمة زكت هذا الاختيار، ومن ضمنها جنوب إفريقيا، مما يؤشر، حسب قوله على "انطلاقة جديدة في علاقات التعاون بين المغرب وجنوب إفريقيا على مستوى المنتخبين المحليين لأجل إفريقيا متحدة". ويضم المكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية بأفريقيا، الذي يرأسه عمدة داكار خليفة صال، 15 عضوا يمثلون مختلف جهات إفريقيا ال5، ومنها جهة الشمال، التي تضم المغرب ممثلا بالجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات. المغرب، يوجد، أيضا ضمن المجلس الإفريقي ممثلا برئيسي مجلسي جماعة الرباط والدارالبيضاء.