عرفت عند أهل المغرب منذ القدم بأنها رمز لدرء العين والحسد والسحر، وهي أشهر الأيقونات والتعويذات التي تداولها المغاربة من كلا الديانتين، الإسلامية واليهودية. وترتبط الخميسة بالرقم خمسة، وتتمتع بمدلولات خاصة، فعند اليهود يرتبط الرقم بكتب التوراة الخمسة، وفي الإسلام يرتبط الرقم بأركان الدين الخمسة، لكن رجال الدين في الإسلام دائماً ما يذكرون بأن الاعتقاد بفعالية هذا الرمز أو غيره يبقى متنافياً مع الإيمان الصادق، بسبب الخرافات والشعوذة. وينتشر رمز الخميسة في بلدان كثيرة سواء بمنطقة الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، وغالباً ما نجده معلقاً على الجدران أو تتزين به النساء على شكل مجوهرات وحلي تُصنع من الذهب أو الفضة. أما في الثقافة المغربية فقد اشتهر الرمز بمفعوله القوي في الوقاية من شر العين الحاسدة، ودرء أي عمل خبيث يمكن أن يتسبب لحامل الخميسة بأذى مادي أو معنوي. وتعادل الخميسة في مفعولها واستعمالاتها أشياء أخرى، كالسُّبحة والصفيحة، والرصاصة، والعين الزرقاء، والمصحف، واللوبان، واللوحات التي خطت فيها الآية القرآنية، فكلها رموز استعملها المغاربة بغرض حماية أنفسهم من العين الشريرة. ومن جهة أخرى، نجد أن بعض العبارات ك "خمسة وخميس"، أو "خمسة فعينيك" تبقى أيضاً من الكلمات التي تعوض استعمال الخميسة في الحياة اليومية لدى المغاربة، إذ يُنطق بهذه العبارة لدى الخوف من إصابة أحدهم بعين الحسد والغيرة. ومع مرور السنوات، تطورت صناعة "الخميسة" وزاد رواج صناعتها، فبالإضافة إلى اعتقاد البعض بمفعولها، هناك من يعشق هذا الرمز لارتباطه بالتراث في مخيلته، أو لجماليته فقط. لذا، أصبح صائغو الذهب والفضة يتفنون بأشكالها وألوانها الزاهية. وتُقدم الخميسة بمثابة هدية للطفل الرضيع عند ولادته في سلسلة من الذهب لتوضع في يده أو تُعلق برقبته، كما تقدم على شكل صورة أو قطعة من الفضة أو العاج للأشخاص لتزيين البيوت، والحماية من الشر.